جدل يتفجر بشأن السجائر الإلكترونية

زمن برس، فلسطين: اتخذ الجدل المحتدم بشأن ما إذا كانت السجائر الإلكترونية تساعد المدخنين على الإقلاع عن التدخين، منحى جديدا أمس الاثنين بعد تعرض دراسة عن استخدام مرضى السرطان لها لانتقادات حادة ترى أنها معيبة.
وخلصت الدراسة عن مرضى السرطان المدخنين إلى أن من يستخدمون السجائر الإلكترونية ومن يدخنون سجائر التبغ هم أكثر اعتمادا على النيكوتين وأن فرصهم في الإقلاع عن التدخين متساوية وربما هي أقل لمن يستخدمون السجائر الإلكترونية.
وقال العلماء المشاركون في الدراسة التي نشرت على الإنترنت في مجلة "السرطان" وهي الدورية التي تصدرها الجمعية الأميركية للسرطان ونقلتها الجزيرة، إن نتائج دراستهم تشكك في إمكانية أن تساعد السجائر الإلكترونية مرضى السرطان في الإقلاع عن التدخين.
وشمِلت الدراسة التي قادتها جامي أوستروف من مركز ميموريال سلون كترينج للسرطان في مدينة نيويورك، حوالي 1074 مدخنا مريضا بالسرطان، وخلصت إلى أن مستخدمي السجائر الإلكترونية هم الأكثر اعتمادا على النيكوتين من الذين لا يستخدمونها، كما أن هذه السجائر تزيد من إمكانية الإصابة بسرطان الرئة والمخ والعنق.
لكن هذه النتائج كانت عرضة للتشكيك من جانب باحثين آخرين في مجال التدخين والإدمان قالوا إن عملية اختيار عينة المرضى في الدراسة المعنية جعلتها غير محايدة.
"الدراسة اتهمت بأنها لم تستطع تقييم ما إذا كان استخدام مرضى السرطان المدخنين للسجائر الإلكترونية لمساعدتهم على الإقلاع عن التدخين كان مفيدا لأن العينة ربما تشمل مستخدمين للسجائر الإلكترونية فشلوا من قبل في محاولة الإقلاع، بينما استبعد كل من نجحوا من قبل"
وزاد في العامين الماضيين بصورة كبيرة استخدام السجائر الإلكترونية، لكن هناك جدلا شديدا حول مخاطرها ومزاياها المحتملة. وتعمل السيجارة الإلكترونية ببطارية تنفث دخانا بطعم النيكوتين يستنشقه المدخن. ونظرا لحداثتها لا توجد أدلة علمية طويلة المدى على سلامتها.
ويخشى بعض الخبراء أن تؤدي السجائر الإلكترونية إلى إدمان للنيكوتين وأن تكون فاتحة لتدخين التبغ، بينما يقول آخرون إن لديها إمكانية هائلة على مساعدة ملايين المدخنين في أنحاء العالم على الإقلاع عن التدخين.
وطالبت منظمة الصحة العالمية في تقرير الشهر الماضي بفرض أحكام مشددة على استخدام السجائر الإلكترونية وفرض حظر على استخدامها في الأماكن المغلقة وعلى الدعاية لها وبيعها لمن هم دون سن البلوغ.
وتتهم الدراسة بأنها لم تستطع تقييم ما إذا كان استخدام مرضى السرطان المدخنين للسجائر الإلكترونية لمساعدتهم على الاقلاع عن التدخين كان مفيدا، لأن العينة ربما تشمل مستخدمين للسجائر الإلكترونية فشلوا من قبل في محاولة الإقلاع، بينما استبعد كل من نجحوا من قبل.
واتفق بيتر هاجيك مدير وحدة أبحاث الاعتماد على النيكوتين في كوين ماري بجامعة لندن مع الرأي القائل بأن هذه الدراسة لا تبرر النتائج التي توصلت لها، قائلا إن الدراسة تتبعت مدخنين جربوا السجائر الإلكترونية، لكنهم لم يقلعوا عن التدخين واستبعدت مدخنين جربوا السجائر الإلكترونية وتوقفوا عن التدخين.