حول المطار و الميناء
لقد كان لغزة ميناء قبل الاحتلال الاسرائيلي في 1967 حيث كان يتم تصدير الفواكه و الحمضيات منه إلى جميع أنحاء العالم و إستيراد ما تحتاجه كذلك. إن بناء ميناء و مطار في غزة من البنود المتفق عليها في إتفاق إسلو مع الحكومة الاسرائيلية . فقد تم تشغيل مطار ياسر عرفات لعدة سنوات و قد وضع حجر الاساس فعلا للميناء في منطقة الشيخ عجيلن و بتمويل من بنك الاستثمار الاوربي EIB .
إن المطار والميناء كما العلم و الشرطة و الجهاز البيروقراطي و المنتخب الرياضي من رموز السيادة الهامة و لا يمكن لدولة مشاطئة أن تحرم من إمتلاك ميناء و مطار لها . هنالك 30 دولة في العالم ليس لها منفذ على البحر و هي تتمنى أن تمتلك منفذا على البحر . الدولة الفلسطينية لن تكون دون غزة و دون ميناء خاص بها . ميناء غزة هو النافذة البحرية الوحيدة للدولة الفلسطينية العتيدة . الدول ذات المنفذ البحري لديها مزايا تنافسية عديدة مقارنة بالدول غير المشاطئة . ميناء غزة ليس ضروريا لقطاع غزة فقط بل هو أكثر أهمية لمحافظات الضفة الغربية التي تعتمد على الموانئ الاسرائيلية في التصدير و الاستيراد وما يعنيه ذلك من قيود و إجراءات أمنية و تكاليف و ضرائب إضافية . بناء و تشغيل ميناء في غزة سيخلق 50000 فرصة عمل و سيحدث طفرة في الاقتصاد الفلسطيني و سيعمل على توطيد العلاقة الاقتصادية بين محافظات الشمال الجنوب و سيعمل على تطوير هائل في مهارات العمل و الصناعة في فلسطين و تعزيز الاحتكاك التقني و المعرفي بين المجتمع الفلسطيني و العالم و سيشكل أحد معالم التحضر و التمدن . أخذا في الاعتبار الموقع الاستراتيجي لغزة بقربها من أوروبا و قناة السويس ، فإن الميناء في غزة سيكون محطة توقف للكثير من البواخر العملاقة في طريقها بين آسيا و أوروبا ، يمكن أن يلحق به ميناء جاف وهو عبارة عن مخازن هائلة تستخدمها الشركات الكبرى في تخزين بضائعها مؤقتا لحين شحنها مرة ثانية بإتجاه مقاصدها النهائية كماهي الحال في موانئ دبي ، روتردام و سينغافورة وغيرها .
فيما يتعلق بالمطالب الاسرائيلية و الدولية بتطبيق شروط أمنية على الميناء و المطار ، من نافل القول أن هذه المطالب هي فلسطينية بإمتياز فهي تصب في مصلحة الشعب و النظام السياسي الفلسطينية . إن تطبيق ترتيبات أمنية لضمان عدم تهريب البضائع و الاشخاص و المواد الممنوعة يشكل اولوية للجانب الفلسطيني . لا يوجد مطار أو ميناء في العالم دون رقابة أمنية . و لا يمكن لأي دولة ، مهما كانت أن تسمح بأن تكون منافذها البرية و البحرية مستباحة . إن تطبيق ترتيبات أمنية هو مصلحة فلسطينية بإمتياز قبل أن تكون مطلبا إسرائيليا.
إن رفع الحصار عن قطاع غزة و رفع مستوى المعيشة لفلسطيني قطاع غزة و خلق آلاف فرص العمل للشباب و إتاحة المجال للسفر و التنقل بين غزة و العالم هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز الاستقرار و الهدوء و السلام في المنطقة . لا يمكن أن يحدث إستقرار في منطقتين تفصل بينهما بضعة كيلومرات في حين يصل مستوى دخل الفرد في أحدها( إسرائيل ) إلى 40000 دولار سنويا و ينخفض دخل الفرد في الثانية ( قطاع غزة) إلى أقل من 600 دولار.
فلسطينيا : ميناء في غزة لا يعني مطلقا فصل غزة عن المشروع السياسي الفلسطيني ، فمثل هذا الكلام السخيف يسئ لمواقف قطاع غزة الذي رفض و قاوم كل محاولات الفصل في السنوات الماضية . قطاع غزة تسامى و بكل وطنية وإنتماء على سياسات الاهمال و الاقصاء التي مورست من قبل البعض في السنوات الماضية.