محمد مرار
(خاص) زمن برس، فلسطين: تقريباً انقضت عشرة أيام، منذ نشر الأنباء عن خطف ثلاثة مستوطنين، ووصل عدد جنود الاحتلال المشاركين بحسب ضابط رفيع في جيش الاحتلال إلى 15 ألف جندي، وهو ما يكفي لقلب كل حجر بالخليل رأسا على عقب على حد تعبيره.
وقال الضابط" إن وحدات أخرى استخبارية غير منتشرة بالميدان تعمل على الدخول الى دماغ الخاطفين المحتملين وتحليل طريقة تفكيرهم".
المعطيات التي نشرها جيش الاحتلال تؤكد أنه تم اعتقال 400 مواطن منذ بداية الأحداث الاخيرة، ويدعي جيش الاحتلال أن جزء صغير من المعتقلين تم اعتقالهم من أجل الحصول على معلومات استخبارية، ولكن غالبية المعتقلين سيتم استخدامهم كورقة تفاوض وعامل ضغط.
قائد وحدة "تسبار" بجيش الاحتلال اللواء ليران حجبي قال خلال عملية اعتقال ناشط من حماس في جنين:" رغم أن التركيز في عمليات البحث على الخليل ومحيطها، ولكن ليس بالإمكان الاستبعاد احتمال أن نحصل على المعلومة الذهبية من مطلوب يتم اعتقاله في جنين".
وتركزت عمليات البحث ومداهمة المنازل خلال الأيام الأخيرة في مدينة الخليل وفي غربها وشمالها وجنوبها، وتنشتر في هذه المناطق وحدات كاملة من سلاح المشاة يتجاوز عددهم 8000 جندي، تمكنوا من تفتيش أكثر من 1300 هدف من أجل حذفها من قائمة المخابىء المحتملة التي قد تختبىء بها الخلية التي تحتجز المستوطنين، وتم البحث في المئات من المغارات والآبار بحسب ما أكده متحدث عسكري باسم جيش الاحتلال.
وبالتوازي مع ذلك، تصل إلى جيش الاحتلال والمخابرات "الشاباك" وشرطة الاحتلال ، المئات من المعلومات الاستخبارية يومياً تتعلق بملف المستوطنين المفقودين، التي يتم الحصول عليها من جمع المعلومات عبر التجسس على المكالمات الهاتفية ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي ومن التصوير الجوي وكل هذه المعلومات تتطلب تحليلا سريعاً.
وعلى الرغم من أن قوات المشاة بجيش الاحتلال تحظى بحرية الحركة في الضفة الغربية ولكن من أجل الوصول إلى "الخاطفين" يتجب أن تحصل القوات في الميدان على التوجيهات من الاستخبارات، وبالتوزاي مع ذلك تظل قوات النخبة المتخصصة بالاقتحام وتحرير الرهائين على أهبة استعداد للتحرك بالطائرات المروحية إلى أي هدف محتمل. وتشير تقديرات ضابط رفيع بالاستخبارات الاسرائيلية إلى أن خلية الخاطفين ستفتح النار بمجرد وصول الجيش إليها بعد أن تكون قد أجهزت على الأسرى على حد تعبيره.
ويتجاوز إجمالي المشاركين في عمليات الدهم والبحث والاعقتال في الخليل وجمع المعلومات وتحليها 15000 جندي، ومع ذلك، كلما انقضى الوقت يبدو أن احتمال العثور على المستوطننين يزداد بعداً، بحسب ما توقع ضابط رفيع في حديث له مع إذاعة جيش الاحتلال.
وقال ضابط اسرائيلي رفيع أن جيش الاحتلال" في سياق الجهود لـ "قلب كل حجر" ويستعين بـ الطواقم الحمراء في البحث عن الثقوب السوداء في العمل الاستخباري في إشارة إلى أي احتمال تم اغفاله".
ويتابع الضابط في جيش الاحتلال:" على سبيل المثال: بينما يقلب اكثر 1500 جندي كل حجر في الخليل، يتضح أن الخاطفين موجودين عميقاً تحت الارض، وهم يتمتعون بالهدوء ويتابعون المونديال وينتظرون نهاية العملية العسكرية الاسرائيلية من أجل الخروج من المخبأ ونشر شريط فيديو يعلنون فيها مطالبهم".
ورغم وجود الطواقم الحمراء التي تستهدف استكشاف آلية تفكير أعضاء الخلية التي نفذت عملية الخطف، إلا أن جيش الاحتلال يدرك بحسب الضابط" أنه من الصعوبة الدخول إلى دماغ مخرب يعاني من الضغط ويدرك البيئة التي يعمل فيها على حد تعبيره.