القدس الشرقية ضمت بالفعل لكن دون سكانها العرب

أمنون رمون
السؤال اذا كانت إسرائيل نجحت أم فشلت في ضم القدس بعد حرب الايام الستة هو سؤال مركب، والجواب منوط بزاوية النظر. من زاوية نظر اسرائيلية، فان النجاح هو في خلق واقع لا مرد له على الارض. فمنذ حرب الايام الستة بني سريعاً 13 حي يهودي كبير خلف الخط الاخضر في القدس، بينها رموت اشكول، جفعات سرفتيت (التلة الفرنسية)، غيلو، رموت، بسغات زئيف، هار حوما، رمات شلومو وغيرها.
السكان اليهود خلف الخط الاخضر في القدس يشكلون جزءاً هاما من اجمالي سكان المدينة. بالمقابل، بمبادرة اسرائيلية لم يبنَ سوى ثلاثة أحياء فلسطينية صغيرة وأساس البناء العربي في المدينة هو خاص او خلافا للقانون. ليس للفلسطينيين الكثير من البدائل – فليس لهم تمثيل في لجان التخطيط وفي البلدية. كما ليس لهم أمل في الحصول على تراخيص بناء.
منذ حرب الايام الستة واسرائيل تفعل خلف الخط الاخضر في القدس ما يروق لها وتتعامل مع شرقي المدينة كأرض سيادية بكل معنى الكلمة.
لقد ضمت اسرائيل الارض وليس السكان. فلم تجرِ محاولة لدمج المجموعتين السكانيتين. الفلسطينيون في شرقي القدس ليسوا مواطني اسرائيل بل مجرد مقيمين دائمين. كل واحد منهم يحصل على بطاقة هوية زرقاء، تأمين وطني وتأمين صحي ويدفع الضرائب ولكنه لا يحصل على جواز سفر اسرائيلي وهم لا يمكنهم ان يصوتوا للكنيست. لهم الحق في التصويت للبلدية، ولكنهم لا يفعلون ذلك.
في اتفاقات اوسلو وافقت اسرائيل على أن يتمكن الفلسطينيون في شرقي القدس من التصويت الى مؤسسات السلطة الفلسطينية وهكذا فانها اعترفت بحكم الامر الواقع بصلتهم بالسلطة.
التعليم في المدارس هو الاخر حسب مناهج التعليم الاردنية – الفلسطينية وليس الاسرائيلية.
يتلقى الفلسطينيون تشجيعا من الاسرة الدولية ايضا، التي تدعم مطلبهم في أن تكون في القدس عاصمتان – لاسرائيل وللدولة الفلسطينية. على اي حال، في الواقع الناشيء لا يبدو حل ممكن في المدى القصير أو البعيد.
٭ باحث في معهد القدس للبحوث الاسرائيلية ودائرة العلوم الدينية في الجامعة العبرية
معاريف