إبعاد هناء شلبي جريمة

generalement

مثلت الاسيرة هناء شلبي، باضرابها الذي دام (44) يوما لكسر قانون الاعتقال الاداري الاسرائيلي، المتناقض مع حقوق الانسان والقانون الدولي، صفحة مشرقة من التضحية والبطولة الفلسطينية. وقبول البطلة المحررة شلبي المساومة مع سلطات السجون الاسرائيلية الابعاد لجزء من الوطن الفلسطيني، قطاع غزة لمدة ثلاثة اعوام، تعود بعدها الى مسقط رأسها في بلدة برقين بمحافظة جنين مقابل وقف اضرابها، لا يعني استسلاما لمشيئة المحتل الاسرائيلي وتخليا عن معركة الغاء القانون الاسرائيلي. لأن معركة الامعاء الخاوية ضد قوانين واجراءات وانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي الجائرة والمتناقضة مع الشرائع والمواثيق الدولية مازالت مستمرة ومتواصلة من خلال الابطال حلاحلة وحطاب واماني خندقجي وذياب وفودة وملايشة والشعيبي وقعدان وغيرهم من اسرى الحرية، الذين يواصلون معركة خضر عدنان وهناء شلبي.

البطلة شلبي لم يكن مطلوبا منها ان تموت، بل مطلوب منها ومن كل اسرى الحرية، الذين يخوضون معركة الامعاء الخاوية الان الاستمرار في الحياة لمواجهة المحتلين الاسرائيليين في ميادين وساحات أخرى. وبالتالي صمودها البطولي طيلة ايام الاضراب عن الطعام، كان صفحة مهمة في سفر المواجهة والتحدي لارادة دولة الابرتهايد الاسرائيلية.

لكن حكومة قطعان المستوطنين الاستعمارية الاسرائيلية بمواصلة استخدام سلاح الابعاد لعشرات ومئات المناضلين والمواطنين الفلسطينيين طيلة العقود الماضية من الاحتلال الاسرائيلي البشع ترتكب جريمة ضد القانون الدولي، وتتنافى مع ابسط قواعد وقوانين حقوق الانسان. وعلى العالم ومنظمات حقوق الانسان، وخاصة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، والمحاكم الدولية وكل المؤسسات الدولية والاقليمية والعربية والاسرائيلية ذات الصلة عليها حشد الجهود في المنابر الاممية للضغط على حكومة الاحتلال والعدوان لالغاء قانون الاعتقال الاداري والابعاد للمناضلين الوطنيين ووقف كل الانتهاكات والجرائم التي تنتهجها سلطات السجون ضد اسرى الحرية في باستيلات الاحتلال الاسرائيلي وخاصة سياسة العزل والحرمان من زيارة الاهل..... الخ

معركة هناء الشلبي لم تنته، بل اتخذت مسارا جديدا وانتقلت الى جزء عزيز من وطنها لمتابعة معركة التحدي. وستبقى البطلة هناء ابنة الثلاثين عاما، مدرسة في العطاء، ونموذجا نسويا يحتذى به في معارك التحدي المفروضة على الشعب الفلسطيني. وقبولها الابعاد لا ينتقص من مكانتها ولا من شجاعتها.