الانتقام من عباس السيد في ذكرى عملية باراك
رام الله- زمن برس: لم يكن في ذهن الأسير عباس السيد، أنه سيمر بغرفة تسبق الغرفة الطبية الخاصة بفحص ال ( (DNAلقد كانت غرفة مجهزة بعشرة عناصر من أفراد الجيش الإسرائيلي, ومعدة لشيء واحد: الانتقام.
مر عقد على ذكرى عملية فندق باراك، التي نفذها عبد الباسط عودة أعز أهل الأرض على قلب عباس كما ذكر في رسالته الأخيرة . فقرر الجيش إحياء الذكرى على طريقته، فانهال على السيد بالضرب المبرح، الذي تعمدوا تركيزه على الرأس والأذن والرقبة، حتى كتب عباس في رسالته الأخيرة لقد نجوت من الموت بأعجوبة .
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها السيد لاعتداء من قبل الجيش في ذكرى عملية فندق باراك، فلقد سبق لهم أن تعرضوا له بالضرب المبرح سنة 2006، واحضروا مجموعة من أهالي قتلى العملية الاستشهادية ليقتصوا منه، لكن يبدو أن هذه المرة كانت قاسية جدا حتى خرج عباس عن صمته، فهو المعروف عنه بالكتمان والجَلد كما تقول زوجته.
فكتب يتحدث عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها: ما زلت أعاني من الضربات القاتلة التي تعرضت لها في كافة أعضاء جسدي، وما زلت اشعر بالإعياء، وبأن هناك خطورة حقيقة على حياتي، او إعاقة دائمة لا قدر الله. و كما جاء في رسالة السيد، فإنه لن يقبل بأي حال عدم محاسبة الجناة ورد الاعتبار له شخصيا، وإذا لم يحدث ذلك فانه سيواجه الأمر بمفرده بكل ما يستطيع حتى لو أدى الأمر لاستشهاده .
وتؤكد زوجته انه ما زال يرفض التعامل مع الطواقم الطبية التابعة للمعتقل، لانه يحمّلها مسؤولية ما جرى له، فالاعتداء تم عليه في إحدى الغرف التابعة لعيادتهم. فيما طالب بحضور أطباء من الخارج لظنه انه يعاني من نزيف داخلي على اثر هذا الاعتداء.
كما نفت زوجة السيد ان يكون الاعتداء تم لرفضه فحص ال DNA ، مشيرة إلى أن الفحص تم وبالقوة فيما بعد من خلال اخذ عينة من لعاب الفم وعينة من شعر رأسه.
وتقول زوجة السيد ان المؤسسة الوحيدة التي تواصلت معها حول الاعتداء الأخير على السيد هي التجمع العالمي لكسر القيد, كما أن وزير الأسرى عيسى قراقع قد ابلغها انه سيتقدم بشكوى في جنيف مرفقة برسائل عباس، كما أنها توجهت للصليب الأحمر منذ أسبوع ولم تتلقى ردا.
عملية فندق باراك
نفذت كتائب القسام عملية استشهادية في فندق باراك على يد عبد الباسط عودة من مدينة طولكرم، أسفرت عن مقتل (32) إسرائيليا وإصابة (150) آخرين, واتهم الاحتلال عباس السيد بالوقوف خلف تدبيرها، بالإضافة إلى اتهامه بالضلوع في عملية "هشارون" الاستشهادية التي نفّذها القسّامي محمود مرمش واسفرت عن مقتل (5) اسرائيليين و جرح عدد آخر.
بعد عملية عبد الباسط، تقول أم عبد الله زوجة السيد: مرت ستة أشهر لم نر عباس فيها، وجاء إلى المنزل فجأة، ولن استطيع أن أوفي حق ذلك اليوم من مشاهد مؤثرة خالدة في الذاكرة، وكان عمر ابني "عبد الله" سنة ونصف يمسك صورة والده ويجلس في حضنه ثم يسأله عباس: مين هادا إلي في الصورة ؟ فيجيب بابا، ويسأله من أنا ؟ فيجب إلّي في الصورة.
تضيف ام عبد الله " تعلق عبد الله بأبيه من خلال الصور، فهو منذ اقبل على الدنيا لا يتواصل مع والده الا من خلالها" وتضيف أم عبد الله :"أخذت ابنتي مودة تمشط شعر أبيها وتقبل رأسه، وما كانت العشر دقائق تدق إلا وتلفون لعباس على إثره لم نعلم كيف اختفى عن أنظارنا بثواني، ثم ما رأينا إلا سيارات الجيب الإسرائيلية تحاصر المنطقة وافلت عباس" .
وبعد اعتقال السيد كان الجهاز القضائي الإسرائيلي يطالب بإعدامه أول الأمر هو و أعضاء خليّته من الكتائب القسّامية معمر شحرور، نصر زيتاوي، فتحي خصيب، مهند شريم و نهاد أبو كشك، غير أن المحاكم الإسرائيلية تراجعت عن هذا الطلب لتستبدله بطلب آخر يقضي حبس الأسير السيد (36) مؤبداً إضافة إلى (200) سنة أخرى!
ثلاث سنوات من العزل
وضمن الإجراءات العقابية لعباس السيد تم عزله منذ أكثر من ثلاث سنين عن باقي الأسرى بحجة أن احتكاكه فيهم يعد خطرا امنيا على دولة إسرائيل، وترتب على عزله منعه من إكمال الدراسة في الجامعة العبرية ومن الزيارة، بالإضافة إلى ان خروجه مدة نصف ساعة الى الساحة او ما يعرف ب "الفورة " كان يتم مقيد اليدين والرجلين وحده، دون أن يسمح له بالاحتكاك بأحد.
خاض عباس السيد إضرابا عن الطعام 23 يوما طالب فيها بجمع المعزولين في قسم واحد بدلا من بقائهم في زنازين منفردة، و تلقى وعودات لم يتحقق منها شيئا.
ـــــــــــــــــــــــ
ط خ. ي ع