الدوحة: رضخت السلطات القطرية للضغط الذي مورس عليها من قبل المواقع الاجتماعية إذ سحبت من كورنيش الدوحة تمثال نطحة زيدان الشهيرة لصاحبه الفنان الجزائري عادل عبد الصمد. واعتبر قطريون، بحسب ما ذكرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية، التمثال "صنم" مخالف لتعاليم الإسلام الذي "يحرم تجسيد الكائنات الإنسانية والحيوانية"، كما أوردت فرنسا 24.

وحظي اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان بتكريم كبير من قبل قطر عندما تم وضع تمثال نطحته الشهيرة للاعب المنتخب الإيطالي ماركو ماتيرازي بكورنيش الدوحة. لكن عمر هذا النصب التذكاري بهذا الفضاء كان محدودا بعد أن قررت قطر سحبه جراء الجدل الديني الذي تداولته المواقع الاجتماعية، حيث وصفه البعض بـ"الصنم".

وتحدثت صحيفة لوفيغارو اليوم الأربعاء عن كون قطريين احتجوا على "الصنم" لأسباب دينية بمبرر أن "الإسلام يمنع تجسيد الكائنات الإنسانية والحيوانية" ودعموا في نفس السياق تغريدات على تويتر تطالب "بإصدار فتوى شرعية من قبل الخارجية القطرية ضد هذا التمثال".

وكان المغرد محمد الشيب كتب في وقت سابق "أينكم يا ولاة الأمر، أين وزارة الأوقاف" منددا بالسماح بوضع هذا التمثال على كورنيش الدوحة. وكتب مغرد آخر متهكما "مبروك عليكم الأصنام" في الدوحة.

وأكدت هذه التغريدات أن "التماثيل غير شرعية في الإسلام وحركة زيدان غير أخلاقية". وعلق صاحب التمثال، الجزائري عادل عبد الصمد، أن ردود الفعل هذه صدرت من "متعصبين دينيين" وأن معرضه الأول بالدوحة نال الدعم من قبل الشيخة المياسة بنت أحمد آل ثاني شقيقة الأمير تميم بن حمد آل ثاني. واختيرت الشيخة المياسة لتكون الشخصية الأكثر تأثيرا في العالم في مجال الفن المعاصر للعام 2013، بحسب صحيفة "آرت ريفيو" الصادرة في لندن.

وأضاف عبد الصمد، وهو من مواليد مدينة باتنة الجزائرية وغادر بلاده عام 1994 بعد مقتل مدير معهد الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة، في حواره مع لوفيغارو أن طلب صدور فتوى بشأن عمله الفني "ظهرت على المواقع الاجتماعية"، ويُعرف هؤلاء بأنهم يملكون "رؤية محافظة ومعادية للإنسانية".

وتابع عبد الصمد، أن عمله يثير بالتأكيد انتباه المارة، موضحا أن "الفن مواجهة ويضع العالم بجميع أبعاده محل أسئلة"، كما أنه "لا يريد أن يصدم وإنما يسعى لتجاوز المسافة القائمة بين العمل ومن ينظر إليه وإشراكه بشكل مباشر بكيفية تحسسه بالمسؤولية عن طريق الفن".

وقال عبد الصمد "ولدت في الجزائر التي تدين بالإسلام رسميا، ووصفت بالملحد أو الخائن والانتقادات التي تستهدفني قاسية وراديكالية".

وتم نقل تمثال زيدان، الذي يجسد نطحته للاعب المنتخب الإيطالي ماتيرازي خلال نهائي كأس العالم 2006 بألمانيا، إلى المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة حيث تعرض أعمال أخرى للفنان. وسجلت إشادات بالخطوة التي أقدمت عليها قطر داعية في الوقت نفسه عدم وضع تماثيل في أماكن عامة.

وصنع هذا التمثال، الذي يمتد طوله على خمسة أمتار، من البرونز وعرض لأول مرة في مركز بومبيدو بباريس. وكان زيدان دعم بشكل كبير ترشيح قطر لمونديال 2022، ما وضعه وقتها عرضة للكثير من الانتقادات. وينظر إليه المتخصصون في شؤون كرة القدم أنه لاعب خجول ويحب المال.