معارض كتب في شوارع مدن فلسطينية وميادين عامة

بقلم: بديعة زيدان

فوجئ كثيرون من المارة في الشارع الرئيس لمدينة رام الله، المعروف باسم «شارع ركب»، بتخصيص أحد الشوارع الفرعية كمعرض للكتاب في الهواء الطلق، فاستوقفهم ليتجولوا داخله و «يتصفحوا» عناوينه الكبيرة، فيما خرج بعض المارة بعدد من الكتب كانت في غالبيتها روايات حديثة لكتاب فلسطينيين.

وأتى معرض «شارع ركب»، كما سمّاه أهالي رام الله وسكانها، ضمن سلسلة معارض للكتاب في الميادين العامة، نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية، في كل من القدس والناصرة ونابلس والخليل ورام الله، تحت اسم «أيام الكتاب الفلسطيني»، وحملت شعار «تراثنا ثقافتنا في كتاب»، في مبادرة هي الأولى من نوعها على صعيد توحيد الثقافة الجغرافية الفلسطينية من خلال كتب تعرض في الهواء الطلق.

ويقول مستشار وزير الثقافة الفلسطيني لشؤون معارض الكتاب محمد الأسمر: «نظمنا سابقاً، الكثير من معارض الكتاب، ولكن بطريقة مختلفة، تراودنا هذه الفكرة منذ وقت طويل، حتى تبلورت بالشكل الذي خرجت عليه، عبر سلسلة معارض اختتمت في رام الله».

شاركت في سلسلة معارض «أيام الكتاب الفلسطيني»، 15 دار نشر ومؤسسة تعنى بالكتاب، وانحازت إلى الكتاب الفلسطيني، والمواضيع ذات النكهة الفلسطينية في الكتب، لمنح المواطن فرصة الاطلاع على هذه النوعية غير الدارجة في المكتبات عادة.

ووصف الكثير من ممثلي دور النشر الفلسطينية الإقبال بأنه «كان ممتازاً»، ما لفت انتباه المسؤولين في وزارة الثقافة، وجعلهم وفق الأسمر، «يفكرون بجدية في تكريس الفكرة سنوياً، وإعادة النظر في الأماكن المختارة، بناء على تفاعل الجمهور مع المعارض، والذي اختلف من مدينة إلى أخرى».

ويشير إلى أن «فكرة المعارض في الميادين، أو كما سمّاها البعض في الهواء الطلق، كانت أكثر جذباً للناس، فمن لم يشتر كتباً، توافرت له فرصة التعرف على منتجات أدبية وتراثية وغيرها في كتب لدور نشر ومؤسسات فلسطينية، ومنحت أيام الكتاب الجمهور من عابري الطريق، فرصة الملامسة البصرية والاحتكاك مع الكتاب على أقل تقدير».

ومن تَجوَّل في معرض «شارع ركب»، لاحظ أنه كان للأديب والكاتب الفلسطيني الراحل علي الخليلي حضور خاص، حيث صادف اليوم الأول لافتتاح المعرض في رام الله، اليوم الثالث على رحيل الخليلي، ولذلك حرص القائمون على تخصيص زاوية خاصة تضم إبداعات الخليلي الأدبية والنقدية والإعلامية، بما فيها الأعمال الكاملة له، والصادرة في وقت سابق عن بيت الشعر الفلسطيني، وكانت زاوية مميزة في «معرض شارع ركب» في مدينة رام الله.

وعبر رئيس بلدية رام الله موسى حديد، كما الكثير من المتجولين بأن المعرض بشكله وأسلوب تنفيذه يهدف إلى فتح الأفق أمام دور النشر والمطبوعات الفلسطينية لتكون أكثر اقتراباً من المواطن الفلسطيني الذي سيجد الكتاب في طريقه بسهولة ويسر، وفي متناول يده.

وشدد مدير معرض فلسطين الدولي للكتاب محمد الأسمر على أن «أيام الكتاب الفلسطيني» انحازت إلى المنتج والكاتب والمؤلف والناشر الفلسطيني، لتعريف المواطن بما تنتجه بلاده من إبداعات عبر دور النشر المنتشرة فيها، بحيث توحدت الثقافة والجغرافيا الفلسطينية عبر سلسلة المعارض التي ضمتها هذه المبادرة، لافتاً إلى أن المعرض اشتمل على منتجات فلسطينية في التاريخ، والتراث والرواية والقصة والشعر ودراسات البحوث، إضافة إلى أدب الأطفال، وهي عناوين بالآلاف في شتى المجالات الأدبية والمعرفية.

وأوضح أن «رسالة وزارة الثقافة من هذه المبادرة التي ترجمت إلى سلسلة معارض، الاعتناء بالمثقفين والمبدعين والكتاب، ودعم دور النشر المحلية، لتطوير صناعة النشر في فلسطين. فإذا ما وصلنا إلى مرحلة يمكن القول فيها إن لدينا صناعة نشر فلسطينية، فإننا نعزز ثقافة القراءة في المجتمع، ما يعني الوصول إلى مجتمع قارئ، وبالتالي فنحن في الطريق الصحيح نحو الحرية والاستقلال، لا سيما أن المعرفة هي أداة ووسيلة أي شعب من أجل النمو والتطور والتحرر والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة».

 

الحياة