القرضاوي فلسطين تحتاج دعم وليس فتاوي

48906_100001611171457_3852_n

حين اطلق الرئيس الفلسطيني ابو مازن، دعوته الى العرب والمسلمين بزيارة القدس، معللا ذلك، بإن زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، لم يكن عبثيا بذلك، او من باب الترف.

تخلل ذلك تقديم سرد بالتفصيل الممل عما يحدث في القدس من اجراءات اسرائيلية، تستدعي من الجميع الوقوف امام مسؤولياته الوطنية والقومية والاسلامية والمسيحية، واشعارهم كم هي القدس في خطر.

لم يدع الرئيس ابو مازن احد للاعتراف باسرائيل او التطبيع معها، وهو يعرف في سر ذاته ان المعظم، ان لم يكن في العلن فهو بالسر، يقيم علاقات مع العدو الاسرائيلي، سواء تطبيعية ام تجارية وسواها من العلاقات.

اما ان ينبري القرضاوي، الى اصدار فتوى، بعدم جواز زيارة القدس، وهي تحت الاحتلال، فهو جوهر النفاق، وهو الذي لبس العباءة، واعتمر لفة الشيوخ، من اجل لعب دور سياسي، يطرح حوله الف علامة استفهام وسؤال.

ماذا عن دوره في اصدار فتاوي تؤدي الى اباحة الدم وقتل النفس التي حرمها الله. هو الذي ذهب الى القاهرة لاستثمار الثورة، وهو من افتى لحرب ليبيا، ويفتي في سوريا، كم من المآسي حصد شعبنا العربي جراء فتاويه، وما زال يحصد. وآلم يرى في موقف الامارات الحكيم فرصة للهجوم عليها والتشهير بها وتوزيع الاتهامات، كان رد الفريق خلفان واضحا عليه.

لست فقيها شرعيا لاخوض في مجال الشرع والدين، وقد تحداه من يفقه بذلك الى مناظرة تلفزيونية، واقصد بذلك وزير الاوقاف الفلسطيني دكتور محمود الهباش، لكني سأتوغل في الجانب السياسي والاخلاقي.

الرئيس ابو مازن اراد في كلمته ان يقول لهم، ان من الممكن في الاجتماع القادم، ان لا يكون على جدول اعمالنا نقطة خاصة بالقدس، لانها ستكون في خبر كان، وان التهويد والمصادرة والاقتلاع هي سياسة يمارسها الاحتلال على مدار اللحظة دون توقف، وان التاريخ سينضم الى الجغرافيا من خلال سرقته وتغييره.

الرئيس ابو مازن عبر عن مخاوف يشعر بها ويراها بام العين، ويدرك ان الجهد الفلسطيني المتواصل وحده غير كاف، دون الدعم العربي، وان القدس ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم. وان هناك واجب قومي وديني واخلاقي، يحتم على الجميع الالتزام تجاه اولى القبلتين وثالث الحرمين.

الرئيس ابو مازن اكد ان لاحل للدولتين دون القدس بكل تفاصيلها القديمة، وان ما يجري، يسهم في نسف عملية السلام، لان القدس هي احد ثوابتها ، والاحتلال مصر على اغلاق كل مؤسساتنا، وسرق كل تراثنا، وتهويد كل مقدساتنا.

لم يكن هناك وضوحا اكثر من ذلك، ومن وسيلة مبسطة لادخال الوضع الى ادمغتهم ابسط من ذلك. واللهم اشهد اني بلغت.

اما ان ينبري القرضاوي الى رفض ذلك، وهو من يفتي ويطالب بقوى اجنبية للبلاد العربية، ونسأله من سيطبع مع الاخر؟، المحتل والدخيل ام اهل البلاد؟ وماذا عنك؟ هل ممكن ان تقول للامة كم يبعد منزلك عن قاعدة السليلية الامريكية في دولة قطر العظمى، وعن دورها في قصف البلاد العربية، وما علاقتك بقيادة تلك القاعدة؟.

ما هو المشروع الذي رسمته تحت مسمى الربيع العربي؟ واي ربيع نخدع فيه؟ وهل الحياة الديمقراطية تاتي بالقصف والدمار، ام هي نتاج عملية ثقافية تبدا من الجذور!! وتصبح عادة مكتسبة في اطار الوعي الجمعي، وهل تتفق الديمقراطية مع النهج الشرعي؟ ولماذا لا تبدأ بالديمقراطية من حيث انت؟؟

نحن مسلمون، وملتزمون بديننا الحنيف، وفخورون به، ولكن لم نرض يوما ان يكون الدين مطية لسياسات مغلفة بإسم الدين وهي نقيضه من حيث الجوهر. فالقدس احوج من اي وقت لان نحج اليها، لنؤكد هويتها العربية، ومكانتها الدينية للمسلمين والمسيحيين، وهل اذا احتلت مكة افتراضا؟، نلغي مناسك الحج اليها كركن من اركان الاسلام.

ليتك ايها القرضاوي بقيت مرشدا دينيا لنا، لنحفر اسمك في ذاكرتنا، ولكن لا تخف لن نسقطك من الذاكرة، بل ستبقى بها، ولكن في صورة سلبية، رمزا للعلماء المنافقين الذين حذرنا منهم اله سبحان وتعالى في كتابه العزيز.

السيد الرئيس ابو مازن، لقد قال لنا العرب في يوم كاذب، اننا مع ما يقرره الفلسطينيون، ها انت تقرر باسمنا، شكرا انك باقل الاثمان تكشف لنا زيف ادعاءاتهم، وباطل فتاويهم، ونفاق مفتيهيهم، لن نقبل اي مشروع ان لم تكن فلسطين وفي القلب منها القدس جوهره، قيل زمانا كذب المنجمون ولو صدقوا، ونقول اليوم كذب المفتيون ولو..........!!!!

احسان الجمل

مدير المكتب الصحفي الفلسطيني- لبنان