غزة: يستعد الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي للدخول في جولات من المفاوضات المكثفة، لبحث مجمل قضايا الوضع النهائي، وسيكون في مقدمتها ملف الحدود والأمن، ضمن توجيهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب لقائه بشكل منفصل مؤخرا بالرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحسب ما أكد مسؤول فلسطيني.

وقال المسؤول الفلسطيني الذي طلب عدم ذكره اسمه أن فريقي المفاوضات سيبدآن قريبا بتكثيف جولات المفاوضات، وأن اجتماعاتهم ستكون بمعدل قد يصل إلى لقاءين أسبوعيا، لبحث ملفات الحل النهائي.
وأشار إلى أن التوجه الجديد في المفاوضات التي سيشارك فيها المبعوث الأمريكي مارتن اندك، ستناقش ملفات الحل النهائي العالقة، القدس والحدود والأمن واللاجئين والمياه والأسرى، وأنه ربما يتم التركيز في مقدمتها على ملفات الأمن والحدود سويا، على عكس طلب الإسرائيليين فصل ملف الأمن عن الحدود، كما أوردت صحيفة القدس العربي.

الرئيس ومشعل تحادثا
وقال المسؤول الفلسطيني أن الرئيس عباس أطلع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومركزية حركة فتح في اجتماعاتهم الأخيرة على آخر تطورات عملية السلام، وعلى توجهات الرئيس الأمريكي أوباما حيال العملية، القاضية بتكثيف اللقاءات، بهدف الوصول إلى حل خلال الفترة المحددة للمفاوضات ومدتها تسعة شهور، خاصة وأن الفترة الماضية من المفاوضات التي انطلقت في تموز (يوليو) الماضي لم تثمر عن شيء ملموس.
وكشف عن اتصال أجراه الرئيس عباس مؤخرا مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، بحث خلاله آخر المستجدات السياسية بما فيها تطورات عملية السلام، وآخر ما آلت إليه.

المفاوضات متعسرة
يذكر أن آخر جلسة مفاوضات تمت نهاية الأسبوع الماضي بين المفاوضين من الطرفين رأسها عن الجانب الفلسطيني الدكتور صائب عريقات، وعن الإسرائيلي الوزيرة تسيبي ليفني، وعقدت بمدينة القدس بمشاركة المبعوث الأمريكي اندك.
وقال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الاجتماع الأخير لهم في اللجنة برئاسة الرئيس عباس جرى التأكيد على أن عملية المفاوضات لا تزال ‘متعسرة’.
وأشار في تصريحات أن هذا الأمر راجع إلى استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي الفلسطيني.
وعقد اجتماع اللجنة التنفيذية الأسبوع الماضي، وقبل اجتماع الرئيس عباس بمارتن اندك الجمعة، حيت تشير معلومات أنه جرى خلاله طرح الأفكار الأمريكية الجديدة بتكيف المفاوضات، والملفات التي سيبدأ بحثها.
يشار إلى أن أندك أكد هو الآخر على توافق الفلسطينيين والإسرائيليين على تكثيف المفاوضات، ونقل عنه القول خلال كلمة ألقاها في مؤتمر منظمة ‘جي ستريت ‘اليهودية الأميركية، أنه تم هيكلة المفاوضات لوضع الأساس للقرارات التي سيكون على القادة اتخاذها، مضيفا ‘لقد انخرط الطرفان على مستوى المفاوضين في مفاوضات ثنائية مباشرة’.
وأوضح أن الفريقين اتفقا على أن هذه المحادثات يجب أن تتكثف، وأنه ينبغي زيادة التدخل الأميركي لتسهيل هذه المحادثات.
وجاء التأكيد على تكثيف التفاوض بعد تقارير ذكرت أن الجلسات السابقة التي انطلقت مطلع شهر تموز (يوليو) الماضي لم تحقق بعد أي نتائج تذكر، وأن نتيجتها كانت صفر.