ما هي حقيقة ما قيل عن أن الشتاء القادم هو الأبرد منذ 100 عام؟

رام الله: قبل أيام قليلة نشرت توقعات صادرة عن بعض العلماء الروس والألمان تتحدث أن أوروبا على موعد مع شتاء قاسي خلال الأشهر القادمة، وحذر العلماء سكان القارة العجوز من قسوة الشتاء القادم اعتماداً على توقعاتهم لبعض الظواهر الجوية المؤثرة على النصف الشمالي من الكرة الأرضية وعلى النشاط الشمسي ولم يذكر أي من هذه التقارير بلاد الشام او شمال الجزيرة العربية بل ذكر هذه المناطق جاء من خلال "التهويل" الذي حصل من وسائل الإعلام العربية فقط.
وعن تلك التوقعات نشر موقع "طقس فلسطين" تقريراً تحدث عنها بشكل علمي بعيدياً عن التهويل.
وأشار التقرير إلى أن فتوقعات هؤلاء العلماء اعتمدت على شيئين وهما:
1- توقعات الورس
اولاً:اعتمدت توقعات الروس على انخفاض النشاط الشمسي خلال الأشهر القادمة وللعلم إنخفاض النشاط الشمسي هو سيء لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وجميعنا نذكر موسم 2009-2010 والذي كان دون المعدل في المنطقة من خلال الموجات الهوائية النشطة حول القطب الشمالي والتي ساهمت في حجر الكتل الباردة على أوروبا وامريكا وشمال أسيا وكانت هذه المناطق مسرح للتيار القطبي باستمرار، بينما ساد شتاء دافىء ودون المعدل في منطقة بلاد الشام ، حيث أدى ذلك إلى جلب الكتل الهوائية الدافئة على دول شرق البحر الأبيض المتوسط .
لكن في موسم 2011-2012 ارتفع النشاط الشمسي عما كان عليه وهذ أدى إلى تحول الرياح الستراتوسفيرية إلى غربية قابله ضغط منخفض على القطب الشمالي وتغيرت الأوضاع كثيراً ، من خلال ارتفاع المؤشر القطبي أي إنخفاض الضغط على القطب الشمالي يقابله إنخفاض الضغط الجوي وشتاء مطير على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وشتاء معتدل على أوروبا.
ثانياً: توقعات الروس هي تعتمد بشكل أساسي على سلوك الدورة الشمسية الحالية 24 ، وهي في الحقيقة الدورة الأقل نشاطاً منذ العام 1906 لكن مع ذلك لن يشهد النشاط الشمسي إنخفاض ملموس إلى حد مستويات موسم 2009-2010 او أي موسم آخر مشابه حتى تتأثر القارة الأوربية بشتاء قاسي من جديد.
2- توقعات الألمان.
اعتمتد توقعات العلماء الألمان على ظاهرة تذبذب شمال المحيط الأطسي nao ويتوقع هؤلاء العلماء بناء على نظرة احصائية بجانب نظرة ديناميكية حول حرارة شمال المحيط الأطلسي هذه الأيام أن تسجل هذه الظاهرة قيم سلبية وأن ينخفض مؤشر تذبذب شمال المحيط ، وهذا يعني احصائياً تمركز كتلة هوائية باردة دائمة فوق مناطق القارة الأوربية وتمركز كتلة هوائية دافئة ومستقرة فوق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وهذا بناء على توقعات العلماء الألمان.
وفي نهاية التقرير تساءل معده ا داود الطروة الباحث في المناخ والفلك:"اذاً على ماذا يفرح سكان بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية في حال صدقت توقعات الروس والألمان؟!، ولماذا قامت وسائل الاعلام العربية بضم بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية إلى هذه التوقعات ؟! ألا يعلم هؤلاء ان الشتاء القاسي على أوروبا يقابله شتاء دافىء على شرق المتوسط؟!".




