الرئيس عباس: جولة المفاوضات تقدم فرصة أخيرة لتحقيق السلام العادل

واشنطن: أكد الرئيس محمود عباس اليوم الخميس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن جولة المفاوضات تقدم فرصة أخيرة لتحقيق السلام العادل، وأن الوقت ينفد، ونافذة الأمل تضيق، ودائرة الفرص تتقلص، ومجرد التفكير في العواقب الكارثية للفشل والتبعات المخيفة للإخفاق يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف العمل من أجل اغتنام هذه الفرصة.

ورفض الرئيس الدخول في دوامة اتفاق مؤقت، أو الانخراط في ترتيبات انتقالية تصبح قاعدة ثابتة بدل أن تكون استثناء طارئا، مؤكدا أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق دائم وشامل ومعاهدة سلام بين دولتي فلسطين وإسرائيل تعالج جميع القضايا وتجيب على كل الأسئلة وتغلق مختلف الملفات ما يتيح أن نعلن رسميا نهاية النزاع والمطالبات.

وذكر الرئيس عباس، العالم أن غاية السلام تتمثل في رفع الظلم التاريخي غير المسبوق الذي الحق بالشعب الفلسطيني في النكبة في عام 1948 وتحقيق سلام عادل ينعم بثماره الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي وشعوب المنطقة كافة.

وطالب الأسرة الدولية بمواصلة التأكيد على ما تحقق كإجماع دولي حول غاية السلام وأهداف المفاوضات ومرجعياتها وأسس الاتفاق الدائم، وأن تبقى يقظة لإدانة ووقف أية أفعال على الأرض تقود لتقويض المسار التفاوضي.

وأشار إلى أنه منذ مطلع العام الحالي استشهد 27 مواطنا فلسطينيا وجرح 965 مواطنا برصاص الاحتلال، ونفذ المستوطنون 708 اعتداءات إرهابية على مساجدنا وكنائسنا، وما زال هناك نحو خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال، وتواصل إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية وتهدم المنازل، وتشدد إجراءاتها التمييزية ضد القدس ومقدساتها، وتواصل فرض الحصار الجائر على غزة.

ودعا الإسرائيليين إلى مغادرة عقلية القوة والاحتلال والتعامل الندي المتكافئ لصنع السلام، والتوقف عن الاتكاء على ذرائع وهواجس أمنية مضخمة بهدف تكريس الاحتلال، أو استحداث مطالب تقود إلى دفع الصراع من أرضية محدداته وطبيعته السياسية إلى هاوية النزاع الديني في منطقة مثقلة بالحساسيات، وهو أمر نرفضه بحسم.

وقال: "دعونا نعمل كي تسود ثقافة السلام، لتهدم الجدران، لنبني جسورا بدل الأسوار، لنفتح الطرق الواسعة أمام التواصل والاتصال، لنقترح مستقبلا آخر ينعم فيه أطفال فلسطين وإسرائيل بالأمن والسلم ويتمكنوا فيه من الحلم ومن تحقيق الأحلام لنسعى من أجل مستقبل يؤمن للمسلمين والمسيحيين واليهود الوصول بحرية إلى أماكن العبادة".

وأكد أن الشعب الفلسطيني يواصل صموده فوق أرضه ويبني مؤسسات دولته ويسير على طريق تعزيز وحدته، وتحقيق المصالحة بالعودة إلى صندوق الاقتراع، ويتبنى المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة بطش الاحتلال والاستيطان وإرهاب المستوطنين، فانه متمسك بحزم بحقوقه.

وجدد سيادته تأكيد موقف فلسطين مما يجري على الساحة العربية والمتمثل بالنأي بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة، ووقوفها إلى جانب مطالب الشعوب وخياراتها وحراكها الشعبي السلمي لتحقيق هذه المطالب.

حرره: 
م . ع