"كزدورة وصورة" توثق فلسطين متحدية كل الحواجز والصعوبات

رام الله- ميساء الأحمد

بالرغم من الانفصال الجغرافي الذي يعيشه الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية عن باقي الأراضي الفلسطينية، إلا أن طاقتهم وشغفهم لتعزيز ارتباطهم بأرضهم تحدى كل حواجز الاحتلال ومعيقاته إلكترونياً وواقعياً، وشكلت مبادرة (كزدورة وصورة) نموذجا لتجمع شبابي اختار الصورة كوسيلة لتعريف الشباب الفلسطيني بأرضه جغرافياً وتاريخياً.

كزدورة من الحلم إلى الواقع

ميساء الشاعر شابة فلسطينية أطلقت مبادرة (كزدورة وصورة) إلكترونياً، تقول: "تشكلت المبادرة في بداية أيلول عام 2012 عن طريق الفيسبوك، من خلال مجموعة شبابية من هواة التصوير في الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948، وكان هدفنا تعميق علاقتنا بالأراضي الفلسطينية وبالأخص المحتلة عبر التصوير التوثيقي".

وتضيف الشاعر: "نظمنا جولات في كل مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وقمنا بزيارة العديد من المدن المحتلة مثل يافا، الناصرة، طبريا، صفد، حيفا، عكا، ورأس الناقورة، ولاقت كزدورتنا إقبالا ومشاركة كبيرة من كافة الأعمار".

الصورة أرشفة وتاريخ

وعن دور الصورة الصحفية في أرشفة وتوثيق المعالم والمواقع يقول المصور الصحفي في وكالة الأنباء الأوروبية علاء بدارنة: "بالطبع هناك ارتباط وعلاقة مباشرة بين الصورة الصحفية وبين التوثيق لاسيما فيما يتعلق بالمعالم التاريخية والمواقع، فهذه الصورة القادمة من الماضي وإن كانت على شكل قصة صحفية مصورة فهي تعتبر شاهد على المكان والزمان، وما زالت إلى اليوم بكل التطور التكنولوجي الذي واكب علم التصوير ما زالت تصنف بالصورة الأرشيفية".

وأشار بدارنة إلى أن الصور التي يتم التقاطها خلال الجولات يجب أن تكون فاعلة ومؤثرة عند رفعها على الفيسبوك قائلاً: "هذه المبادرات هي نتاج وعي فوتوغرافي لدى الشباب ويجب توظيفه بالمكان الصحيح، فعلى كل من يفكر بمثل هذه المباردات أن يضع أمامه المخرجات مسبقاً، وأهمها أين ستذهب هذه الصور؟ لماذا ننشر؟ وكيف نؤثر؟ وهنا تكمن مهمة كزدورة بنقل الصورة وتعريف الجيل الجديد بالمكان من خلال الصورة، لذا يجب أن نخرج من نطاق صورة ألبوم العائلة كصورة عيد الميلاد وصور الأصدقاء".

الشباب يبادر فيؤثر

وعن أهمية (كزدورة وصورة) كمبادرة شبابية يقول الناشط المجتمعي مصطفى شتا: "إن أهمية هذا الموضوع تنبع من الحاجة الموضوعية لدى الشباب الفلسطيني للتعبير عما يمتلكه من قدرات وإمكانيات وطاقة بهدف التغيير المجتمعي الإيجابي، لذا جاءت المبادرات في ظل غياب حالة ممأسسة لتأطير الشباب في القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل حيوي وتشاركي، كما أن المبادرات الفاعلة جاءت كرد فعل على الغياب الكبير لطابع العمل الاجتماعي في فلسطين".

في حين أكد شتا على أهمية ترجمة المبادرات الشبابية عبر صفحات التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع لإحداث التأثير الحقيقي قائلاً: "شكلت مواقع التواصل الاجتماعي فسحة من الأمل عبر القدرة في الحديث عن الكثير من القضايا، فقد أتاحت أيضاً الفرصة لأصحاب فكرة معينة أن يلتقوا ويخططوا دون معرفة سابقة مما كسر الحواجز"، وأضاف: "إلا أن المبادرات بإمكانها تحقيق منجزات ومكتسبات للشباب على الأرض، ولكن تحتاج لنفس طويل وعمل تراكمي وقوة دفع مضاعفة ومضنية للوصول للتغيير الإيجابي على الأرض".

ومع إنجاز ما يقارب 40 كزدورة في المدن والمخيمات الفلسطينية لم تتلقى المبادرة أي دعم حتى الآن كما أشارت الشاعر، مضيفةً: "نأمل بأن نطور نشاطاتنا، وأن نحصل على دعم جيد، فلدينا الكثير من الأفكار الجميلة لتطوير هذه المبادرة"، وبدوره قال بدارنة: "أحبذ أن تخرج هذه المبادرة بأرشيف على شكل كتاب يوثق كل الزيارات أو معرض متنقل".

 

حرره: 
م.م