في رمضان..للقهوة والسيجارة .. حكاية!

غزة/ سناء كمال- خاص زمن برس
غزة: اعتاد الغزيون على احتساء القهوة في كل صباح، وربما يشربها "كييفة القهوة" أكثر من مرة بما يقارب 2- 5 مرات خلال اليوم، وتتفاوت أحجامها ما بين صغيرة ومتوسطة وربما تصل الكوب الكبير، ولا يحلو "لشريبة" القهوة إلا إرفاقها بسيجارة "لتعلية المزاج".
وكما أن لكل شيء حكاية في حياة الغزيين وكذلك للسيجارة وفنجان القهوة حكاية مع مدمنيها، وخاصة العاملين الذين اعتادوا مرافقتها في ساعات دوامهم الطويلة، أو سائقي التاكسي الذين لا تغيب عن سياراتهم الأجرة، وغيابها أثر سلبا على مزاجهم في نهار أيام رمضان المباركة، يتوترون أوقات طويلة، وتثور أعصابهم على أتفه الأسباب، مما يدفعهم إلى الشجار.
"زمن برس" توقفت عند أكثر المشاهد التي تحاك فيها "المعارك الرمضانية"، وعند الاطلاع عليها يكون السبب أن مفتعل المشكلة "منغرز"، على سيجارة وفنجان قهوة.
أنهكت المشادة الكلامية والمشاحنة السائق محمد الباز (30 عاماً) مع شرطي المرور الذي أراد تحرير مخالفة مرورية بقيمة 50 شيكل لوقوفه في مكان معاكس، وعلا صوته على الشرطي مردداً "أنا صايم وحل عني الساعة هاي ومش راح تعمل المخالفة لإني مش منتبه للي بتحكيه".
ولم يستمع له الشرطي وحرر المخالفة مطالباً إياه تسليمه الأوراق الرسمية للسيارة، ولكن الباز رفض وبشدة وعلت اصواتهما كادت أن تؤدي إلى التطاول بالأيدي، ولكن بنهاية المطاف حررت المخالفة بحق السائق وركب سيارته وهو يطلق الشتائم بحق شرطي المرور.
حاورنا السائق وسألناه إذا كان الشرطي على حق في تحرير المخالفة له؟ فقال:" من الناحية القانونية الشرطي على حق، ولكنني تعصبت عليه لأنني منغرز ومحتاج حدا أفش غلي فيه ما لاقيت غيره"، مشيرا إلى أن في مثل هذا التوقيت يشرب فنجانا كبيراًمن القهوة ويشعل عدداً من السجائر.
ولا تسلم ربات البيوت من أزواجهن الذين غالباً ما تثار عصبيتهم من أقل صوت للأطفال في البيت، ويبدأون بالصراخ ومطالبتهم بالصمت والهدوء.
أم محمد عكيلة (40 عاماً) أم لأربعة أطفال تعاني الأمرين من زوجها "المدخن وشريب القهوة"، على حد تعبيرها، خاصة وأنه يرفض الخروج من البيت في نهار رمضان خوفاً من إثارة المشاكل في الخارج.
وقالت عن زوجها:"عصبي المزاج وطباعه حادة، في النهار العادي، ما بالك في رمضان دون سيجارة وفنجان قهوة، تزيد عصبيته بشكل كبير لدرجة تخيفناً جميعاً ونتجنبه في أغلب الأوقات ولا أحاول أن أجادله لأنني أعرف النتيجة أنه لن يصمت بل سيزيد من حدته".
وتتنوع أحداث – المسلسل الرمضاني – على حد تعبيرها حسب حدة عصبية زوجها، ربما يضرب الأطفال إن لعبوا كثيرا، ولكن المشكلة الأكبر حين يحاول أن يساعدها في إعداد الطعام – لتضييع الوقت – ويتدخل في الشؤون المنزلية بشكل كبير ولا يعجبه شيء.
وقال زوجها لزمن برس:" لا يوجد أمامي سوى خيارين إما أن أخرج وأصب جم غضبي على الناس أو على بيتي، وهو الأولى بي ويستطيع ساكنوه تحملي أما الناس فلا ذنب لهم".
وأشار إلى أن السيجارة والقهوة تعمل نوعا ما على تهدئة أعصابه، وغيابهما يسببان له التوتر والقلق.
في حين أن المدخن صلاح محمد (45 عاما) يصوم يومه بشكل طبيعي، يشعر بأن جسده يحتاج إلى النيكوتين ولكنه لا يثير غضبه بشكل كبير، فهو يعتبرها حالة نفسية فقط لا غير ويستطيع الإنسان أن يتحكم بأعصابه .
الدكتور محمد صليحة أكد لزمن برس أن متناولوا القهوة السجائر بكثرة هم مدمنين عليها، وأجسادهم بحاجة لها دائما لأنها غالبا تعمل على تهدئة أعصابهم وغيابها عنهم تثير تلك الأعصاب وتجعلهم أكثر عنفاً وفي حالة مزاجية صعبة جداً.
أما الداعية محمد ماضي فقال" إن شهر رمضان هو شهر الخير والتسامح، لا شهر المشاحنات والشجارات، فيه يتقرب المسلم من الله سبحانه وتعالى، مستغرباً ما يقوم به المدخنون وثورات غضبهم التي يكيلون بها على أي أحد يرون بأنه استفزهم".
ودعا ماضي المدخنين إلى" أن يتقوا الله في أهلهم وجيرانهم وأن يصبروا على الساعات التي يحرمون منها من متاع يرون بأنه يخصهم، وأن ينظروا إلى الأسر الفقيرة التي تعاني العوز ويقدموا لهم المساعدة، مشيراً إلى أن هذه الأيام المباركة هي للتواصل والتراحم بين الناس".