محام مصري: تنحي قاضي محاكمة مبارك تمثيلية معدة مسبقا

القاهرة: قرَّرت محكمة جنايات القاهرة، اليوم السبت، التنحي عن نظر قضيتي قتل متظاهري الثورة المصرية، والتربح واستغلال النفوذ، المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وآخرين، "لاستشعارها الحرج".
وقرَّرت المحكمة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، عقب دقائق من بداية أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال وآخرين "إعادة قضيتي قتل متظاهري الثورة المصرية، والتربح واستغلال النفوذ المتهم فيها الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وآخرين، إلى محكمة الاستئناف لتحديد دائرة أخرى لنظر القضيتين، لاستشعارها الحرج".
وبدأت جلسة المحاكمة اليوم بمشادات من جانب عدد من محامي أهالي شهداء ومصابي الثورة الذين طالبوا برد هيئة المحكمة، معتبرين "أنها الهيئة التي برَّأت المتهمين بقتل وبالتحريض على قتل متظاهري الثورة المصرية خلال يومي 2 و3 شباط/فبراير 2011 المعروفة إعلامياً بإسم (موقعة الجمل) التي قتل فيها عدد كبير من شهداء الثورة.
وبدت معنويات مبارك مرتفعة بالمقارنة بالحالة التي ظهر عليها في جلسات المحاكمة السابقة وأخذ يلوح بيده للموجودين في قاعة المحكمة.
وقال محامٍ مصري، إن محاكمة اليوم تمثيلية تم اخراجها بأفضل صورة فمبارك بدا أكثر شباباً وصحة وابنه جمال لم يحمل المصحف ولم يقم علاء وجمال بتغطية والديهما من الكاميرات في رسالة مباشرة بأن كل شيء أفضل.
وقال أهالي الشهداء المصريين الذين يحاكم مبارك بتهم قتلهم، إنهم استفزوا عندما أخذ مبارك يلوح لهم في خطوة غير مفهومة دوافعها.
وقال محام آخر "إن المحكمة تصرفت بالقانون بشكل سليم عندما استشعر القاضي بالحرج، وفقاً لأسباب أبداها للمحكمة"
وكانت المحكمة بدأت، بوقت سابق من اليوم، أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من كبار معاونيه، في قضايا قتل وإصابة متظاهري الثورة المصرية، والتربح وإهدار المال العام والإضرار العمدي به من خلال بيع الغاز الطبيعي لإسرائيل بأسعار تقل عن أسعاره العالمية.
وانتشرت أعداد ضخمة من عناصر الأمن المركزي بمحيط مقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة بضاحية القاهرة الجديدة، حيث فرضت طوقاً أمنياً حولها، مدعومة بالمدرعات والآليات الخفيفة، فيما وصل مبارك (85 عاماً) تقله مروحية من سجنه بمستشفى المعادي المعسكري.
وجاءت إعادة المحاكمة بموجب الحكم الصادر عن محكمة النقض (أعلى هيئة تقاضي في مصر) في كانون الثاني/يناير الفائت بنقض (إلغاء) الأحكام الصادرة من الدائرة الخامسة في محكمة جنايات القاهرة، في الثاني من حزيران/يونيو 2012 برئاسة المستشار أحمد فهمي رفعت، وبعد نظر القضية على مدى 9 أشهر كاملة في القضية المعروفة بمحاكمة القرن، بالسجن المؤبَّد لمدة 25 عاماً على مبارك والعادلي، وبتبرئة معاوني العادلي الـ 6، فيما حكمت بانقضاء الدعوى ضد مبارك ونجليه وحسين سالم في قضية استغلال النفوذ وتقاضي رشاوى، وبرأت مبارك في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل بأسعار زهيدة.
وعقب صدور الأحكام بيومين قرَّر النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، الطعن أمام محكمة النقض على الأحكام الصادرة بتبرئة معاوني العادلي، وعلى أحكام انقضاء الدعاوى الجنائية بقضية استغلال مبارك ونجليه للنفوذ، وقضية تصدير الغاز لإسرائيل، وأودعت النيابة مذكرة بالطعن لدى محكمة النقض في 31 تموز/يوليو 2012، فيما قامت هيئة الدفاع عن مبارك والعادلي بذات اليوم إيداع مذكرات طعن على حُكم المؤبد لدى محكمة النقض التي قرَّرت إعادة المحاكمة بشكل كامل اعتباراً من اليوم.
يُشار إلى أنه من غير المُنتظر أن يصدر على مبارك أو العادلي حُكماً أكبر من السجن المؤبد، وفقاً للقاعدة القانونية القائلة بـ"لا يُضار الناقض بنقضه".