لا للتقليص في الأمن

بقلم: حاييم آسا

الشرق الاوسط يعتمل، غير مستقر، التهديدات على اسرائيل تتغير بوتيرة وآلية لا تشبه خمود السبعينيات أو الثمانينيات او حتى التسعينيات. التهديدات على اسرائيل تتغير فقط بسب سياقات اجتماعية وسياسية عميقة، تحت أرضية. ومثل هذه السياقات يفترض أن يحل لغزها أناس لا يزال تتبقى لهم روح يمكنهم أن يستوعبوا معاني الرياح الشريرة من كل الجهات وجعلها صورة واضحة من سياق واحد واضح. هذه هي الروح الحية للزعامة. احيانا يكون هذا شخصا واحدا أو اثنين على الاقل يضعه التاريخ في مقدمة المسرح وهذا التاريخ هو في مقدمة الجمهور او المجتمع الذي يمنحه القوة لان يقرر وان يقود.

مفهوم البقاء لدى دولة اسرائيل يقوم على أساس "منع الحرب"، فقط اذا ما حشرت اسرائيل الى الزاوية فانها تنطلق الى حرب حاسمة. ومنع الحرب لا يتاح الا بفضل "الردع". فحيال اسرائيل تقف جملة من "الفصائل" الاقليمية، التي تسيطر عليها منظمات ارهاب دولية، العلم الذي يوحدها هو "الكراهية لاسرائيل". كل واحدة منها تسعى الى أن تثبت قوتها وشدتها. وقد لاحظت الادارة الاميركية هذه العملية، ولهذا فقد وقف الرئيس اوباما هنا مع وزيريه الكبيرين كي يبدأ بفرض الاستقرار على هذه المنطقة التي تسودها الفوضى، وذلك ضمن امور اخرى من خلال استقرار العلاقات بين اسرائيل وتركيا ومحاولة الدفع بالمسيرة السياسية الى الامام.
إذن ما هو معنى كل هذه الامور؟ فاذا كانت صحيحة فانها تفترض تغييرا كبيرا في مبنى القوة في الجيش الاسرائيلي وربما في جهاز الامن بأسره وفي شكل استخدام القوة في الجيش الاسرائيلي والاجهزة الاخرى في زمن "اللا حرب". فمن أجل خلق ردع يمنع الاشتعال الاقليمي التالي مطلوب تغيير كبير وصعب على التحقق يفترض استثمارات بعشرات المليارات على مدى السنوات الخمسة القادمة. والتغيير في شكل عمل منظومة عسكرية كبيرة هو مسيرة تغيير صعبة للغاية وتحقيقها يستدعي استثمارات كبيرة جدا وصبر وطول نفس. كل هذا، مع مسيرة سياسية عاقلة، تواصل محاولة فرض الاستقرار في المنطقة. وبايجاز، ليس محظورا فقط المساس بميزانية الدفاع بل ويجب ان نرى كيف يمكن زيادتها.
الميزانية الناقصة نأتي بها بتقليص الاستثمارات في يهودا والسامرة (وهكذا نحقق تفوقا سياسيا ايضا) وبزيادة الضريبة على الشركات الدولية (حتى نصف في المئة آخر يعني زيادة المليارات للميزانية). وجهاز الامن هو بالذات الامر المقدس في هذا الزمن. لا ينبغي المساس به بل العكس.
يمكن القول اننا علقنا في وضع هو النقيض لفكرة كلاوزفتس، الذي وصف هدف المعركة العسكرية في تحقيق الغاية السياسية. الخطوة السياسية يفترض أن تدعم غايتنا الاستراتيجية من خلال تحسين مستوى الاستقرار الاقليمي، من خلال ازالة وتعطيل قسم من الخصوم المحتملين. وكل هذا لن يحصل اذ ينبغي بسرعة شديدة سد حفرة 10 مليار شيكل في ميزانية الدولة وان كان فقط للاظهار "باني مثل سيدنا موسى، أتخذ قرارات صعبة". القرارات الصعبة قد لا تكون حكيمة ايضا. هذا جوهر الكارثة. من ينبغي أن يقف أمامها هو رئيس الوزراء، هو الذي يقود الدولة. والسؤال هو ما الذي يهمه اكثر – استئناف قدرة الردع والحسم لاسرائيل في العشرين سنة القريبة القادمة أم البقاء كرئيس وزراء يشكل بصمة لتلاميذ سيدنا موسى. اذا عارض، سنضطر الى التوجه الى انتخابات جديدة؛ ولكن هذه المرة نتوجه الى الانتخابات أخيرا على الجوهر. على بقاء اسرائيل.

معاريف