رعـب الـتـخـلـي

 

بقلم: سيما كدمون

 مساء السبت سيعود نتنياهو للرئيس طالبا منه مهلة أسبوعين آخرين لعرض حكومته. وسيشرح للرئيس المصاعب التي واجهها، وسيقول أن تركيبة الائتلاف باتت واضحة، وأنه بحاجة لوقت إضافي فقط من أجل اتمام كل الاتفاقيات الائتلافية. سيتمعن بيريز بجدية في وجهه، وسيصغي بأدب لمبررات طلبه وسيقول في دخيلة نفسه: انظروا إلى هذا الخاسر. كان يمكنه أن يشكل حكومة ممتازة قبل ثلاثة أسابيع. كان يمكننا أن نكون في ذروة مفاوضات مع أبي مازن اليوم. وكان حلم الشرق الأوسط الجديد سيعود إلى الحياة. وبدلا من ذلك لدينا اليوم بينت غير بينت ولبيد غير لبيد، مع الحريديم ومن دونهم. هكذا يكون الحال عندما تعطي الجوز لمن لا أسنان لهم.

فهل بدد نتنياهو عبثا الذخر الهائل الذي كان لديه وبات بحاجة لقرض إضافي جراء إهماله؟ الجواب عند بيريز هو نعم ولا.

نعم، لأن الحكومة عندما تتشكل في نهاية المطاف بعد أسبوعين ستكون كما يبدو الحكومة التي كان بالوسع تشكيلها بعد يوم من الانتخابات. ولا، لأنه حتى في أحلامه لم يتوقع نتنياهو، وليس هو فقط، ثني أذرع ولا جمع أذرع كما حدث في الشهر الأخير. فهل خطر ببال أحد أن زعيم البيت اليهودي لن يقبل بدخول الحكومة مع الحريديم، فقط لأن لبيد من هناك مستقبل يرفض الدخول معهم؟ وهل كان أحد يصدق أن يكون هناك تكافل متبادل بين ابن وزير العدل السابق، الذي وقفت تل أبيب من خلفه بكل القوة، وبين المتدين مع كيبا منسوجة الذي يستمد قوته من المستوطنات القانونية وغير القانونية؟ يبدو أنه لا يوجد في الحلبة السياسية من لا يفهم أن ما يجري حاليا لم يسبق له مثيل. حتى أنهم في شاس استسلموا. وقد توقفت المغازلات ومحاولات التصالح مع بينت.

وقال مسؤول كبير في شاس هذا الأسبوع، لقد خرجنا من الصورة. نحن نعطي الليكود فرصة معالجة الوضع. وهذا لا يعني أن هناك الكثير في هذه الصورة: ووفق كل الأحزاب الضالعة، لا شيء يجري. فقبل ثلاثة أيام من موعد الذهاب للرئيس ليس هناك حزب، سوى حركة ليفني، يمكنه أن يشهد أن الأمور تتقدم، وأن شيئا ما يتحرك في غرفة المفاوضات. إذ عقد لقاءان فقط مع شاس، أحدهما في بداية المفاوضات والثاني يوم الجمعة الفائت. وفي اللقاءين، بحسب مسؤول كبير في شاس، لم يجر بحث جوهري، ولا نقاش في التفاصيل، ولا اتفاق حول أي شيء. عندما أردنا مناقشة الميزانية، عادوا إلينا بخطة كيندل للتجنيد. ويبدو أنه عدا موضوع مساواة الأعباء لا شيء يهم رئيس الحكومة.

 

الموعد الثاني

 

يقول مصدر في شاس ان السياسة الجديدة أشد قبحا من القديمة. هذه ليست سياسة، هذه بوليصة تأمين لرجلين، بينت ولبيد، بهدف السيطرة على الدولة. من جهة لبيد يوجه أعضاء حزبه بعدم الانضمام إلى جولة مبادرة جنيف في القدس كبادرة حسن نية تجاه بينت. من جهة أخرى يبلغ ممثلو بينت ممثلي الليكود أنه لا يقبل بعد أن يوقعوا معه على الاتفاق الائتلافي بأن يوقعوا أي اتفاق لدخول الائتلاف مع أي حزب آخر سوى مع لبيد.

ويقول المسؤول ان الناخبين في الخليل، يتسهار وتفواح، لا يعرفون أن الرجل الذي صوتوا له يوافق على دخول الحكومة فقط إذا كان لبيد هو من سيدخل معه. وبحسب الليكود، في المفاوضات الائتلافية كان المطلب المركزي وشبه الوحيد للبيت اليهودي هو دخول لبيد.

ويقول المصدر ذاته، ان الجميع يعرفون لماذا تدخل العروس الغرفة، لكن أحدا لا يقول. والجميع هنا يعرف لماذا يصعد لبيد وبينت إلى أشجار عالية بشأن مساواة الأعباء: إنهما ببساطة لا يريدان شاس. فقط يائير لبيد، خلافا لوالده، لا يملك الشجاعة ليقول ذلك أمام الكاميرات، وأن يعترف علنا: أنا لن أجلس مع شاس في حكومة واحدة.

في شاس مقتنعون بأن من سيدخل الحكومة في نهاية المطاف هما لبيد وبينت، على أمل في الليكود أن تدخل شاس لاحقا. ونتنياهو يؤمن بأنه بعد أن يبتلع بينت ولبيد هذا الكبش السمين ويدخلا الحكومة، يمكنه أن يقر قانون تجنيد ملطفا، يجعل الحريديم أيضا شركاء في الائتلاف.

وهذه لا تقال لشاس صراحة. لا يقال لهم ان هناك قرارا بإبقائهم خارجا ولم يجر نقاش حول ذلك. والأمر جاء أساسا ردا على أسئلة قادة حماس. قيل لهم، انه إذا لم يفلحوا في جلب حزب العمل أو تفكيك التحالف بين بينت ولبيد، فهذا ما سوف يحدث.

وفضلا عن ذلك قيل لهم انهم في حال لم يدخلوا الحكومة، سوف تحفظ لهم حقائب لن تشغل بوزراء ثابتين، وسيتم التوضيح للبيد صراحة أن الحريديم لن يدخلوا، لكن كمرحلة أولى. ورد شاس على ذلك كان حازما: هذا لن يحدث.

ويقول مصدر في شاس، أنك تدخل إلى الحكومة للتأثير من البداية. ما جدوى الدخول في الموعد الثاني بعد أن تكون حسمت كل الأمور الهامة؟

وعندما قلت له انه يصعب تصديق أن تتنازل شاس عن كراسي في الحكومة، في الموعد الأول أو الثاني أو أي موعد آخر، رد مستهزئا. وقال: انظري ماذا جرى في حكومة شارون، لم ندخل أولا، وبعد خطة الفصل طلب شارون منا دخول حكومته ورفضنا. في النهاية أدخل أغودات إسرائيل.

ويعترفون في شاس بأن حكومة لبيد وبينت، هي الخيار الوحيد لدى نتنياهو اليوم. ولكن بحسب كلامهم، نتنياهو يواصل استثمار زمانه وجهده في محاولة الحصول على ائتلاف يريده لحزب العمل والحريديم. وهو سيحاول فعل ذلك حتى اللحظة الأخيرة. وهو لن يذهب إلى الانتخابات، أيضا بسبب أنه لا يملك الشجاعة ولأن الليكود لن يسمح له. ولكن هواه كان ولا يزال إبقاء لبيد وبينت خارج الحكومة وإدخال الحريديم.

ويقولون في شاس، انه يعرف، أننا خلافا لهم ندخل الائتلاف كي نبقى.

يديعوت أحرنوت