"معاريف": السؤال ليس إن كانت إسرائيل ستشنّ هجوماً ضد حزب الله في لبنان بل متى؟

"معاريف": السؤال ليس إن كانت إسرائيل ستشنّ هجوماً ضد حزب الله في لبنان بل متى؟

زمن برس، فلسطين:  تواصل إسرائيل ترويج مزاعم تدور حول إعادة حزب الله اللبناني بناء قواته ومحاولته الاقتراب من الحدود، وسط "عجز" الجيش اللبناني عن كبحه، كما يحرص مسؤولون إسرائيليون، منهم عسكريون، على الحديث عن الضربة المقبلة للبنان. ونقلت صحيفة معاريف، اليوم الاثنين، مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه يلاحظ أن حزب الله يسعى لإعادة بناء "قدرات نارية دقيقة وبعيدة المدى"، كما كانت قدراته قبل العدوان الإسرائيلي الواسع، وأن "الجيش يدرك في الوقت الراهن أن السؤال لم يعد ما إذا كان سيُضطر إلى شن هجوم وخوض جولة قتال جديدة مع حزب الله، بل متى سيحدث ذلك؟".

وبحسب مصادر الصحيفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن "هناك قلقا متزايدا من ضعف أداء الجيش اللبناني في تنفيذ التزاماته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار ونزع سلاح حزب الله". كما يزعم جيش الاحتلال أنه رصد في الأسابيع الأخيرة خطوات يقوم بها الحزب لإعادة بناء قوته وقدراته، من خلال تجنيد مكثّف لعناصر جدد، وتجميع أسلحة، وبناء خط دفاع جديد شمال نهر الليطاني، يتضمن تشكيلات قتالية ومنظومات صواريخ ومدفعية.

وصرّح مسؤول عسكري، لم تسمّه الصحيفة، بأن إسرائيل اتخذت قراراً بعدم السماح لحزب الله أو لأي تنظيم في المنطقة بالنمو عسكرياً إلى درجة تهديدها، أو تهديد أجزاء منها. وأضاف: "لن نعود إلى أيام أغسطس (آب) 2023، حين أقام حزب الله خيمة في جبل دوف (منطقة مزارع شبعا) داخل الأراضي الإسرائيلية، بينما لم يتحرك الجيش بسبب الخوف". وبحسب المسؤول، فإن "عدم التزام الجيش اللبناني بتعهداته، واستمرار حزب الله في التسلّح، يفرضان على إسرائيل تنفيذ عملية قوية ضد التنظيم".

كما يربط جيش الاحتلال الإسرائيلي ما يدّعي حدوثه في لبنان بمحاولات إيران إعادة بناء قدراتها بعد العدوان الإسرائيلي عليها الذي استمر 12 يوماً. وهناك فهم في إسرائيل أن أي عملية مستقبلية ضد البنية التحتية الصاروخية الإيرانية، ستتطلب التعامل أيضاً مع "التهديد من الشمال" (من لبنان)، وأن إيران "أنشأت هذه المرة آلية تتيح لها تفعيل قدرات حزب الله النارية ضد إسرائيل في مثل هذه المواجهة".

في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ هجمات على لبنان بشكل شبه يومي، وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، بحجة استهداف قدرات وبنى عسكرية لحزب الله واغتيال عناصر فيه. وفي إطار إشاعة أجواء الحرب أيضاً، ذكر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عاموس يدلين، الاثنين، وفقا لما ذكر موقع القناة 12، أن تصاعد وتيرة غارات سلاح الجو الإسرائيلي في الأسبوعين الأخيرين على لبنان يأتي في ظل تقارير تفيد بأن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة عسكرية واسعة ضد أهداف تابعة لحزب الله في جنوب البلاد وفي منطقة البقاع اللبناني.

وزعم يدلين بدوره أن ذلك يأتي على خلفية الجهود المتزايدة التي يبذلها التنظيم لإعادة بناء بنيته التحتية العسكرية وقدراته الاستراتيجية، رغم استمرار الضربات الإسرائيلية اليومية، التي بلغت بين 45 و50 غارة شهرياً في الفترة بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين الأول) 2025. وأضاف أنه في ضوء التصريحات الأخيرة للمبعوث الأميركي توماس برّاك، التي وصف فيها لبنان بأنه دولة فاشلة لن تقوم بنزع سلاح حزب الله، يبدو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "باتت مقتنعة بأن إعادة تعزيز قوة حزب الله لن تتوقف بمجرد الضغط العسكري عبر الضربات الجوية الإسرائيلية بالحجم الحالي". وفي ظل هذه الظروف، ومع استمرار إيران في جهودها لإعادة بناء قدرات حزب الله من خلال تحويل الأموال، وتزويده بالأسلحة والاحتياجات، وفقاً لمزاعم يدلين، فإن الواقع المتشكّل في لبنان "قد يعيد فرض تهديد استراتيجي جوهري على إسرائيل، وهو ما يستدعي رداً واسع النطاق".

وأردف: "حتى وإن تراجعت درجة التهديد المباشر على الحدود الشمالية، وخاصة سيناريو اقتحام قوات الرضوان، نتيجة الضربات الواسعة التي تلقّتها هذه الوحدة وبنيتها التحتية في جنوب لبنان، وتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأرض، فإن ذلك لا يضمن استمرار الهدوء في الجبهة الشمالية. إمكانية تنفيذ عمليات محدودة من قبل خلايا صغيرة أو جهات محلية ضد بلدات (مستوطنات ومناطق إسرائيلية) قريبة من الحدود لا تزال قائمة... ومع ذلك، فإن التهديد الرئيسي الذي تواجهه إسرائيل ينبع من قدرة حزب الله على مواصلة إطلاق الصواريخ والقذائف من مناطق أكثر بُعداً، وعلى رأسها منطقة البقاع اللبناني، بل وحتى من شمالها، حيث يتركّز القسم الأكبر من القوة العسكرية للتنظيم".

وبشأن البقاع، كانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية قد ذكرت، يوم الجمعة الماضي، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقترب من تنفيذ "هجوم محدود" ضد حزب الله في لبنان، يشمل ضربات جوية ستوجّه ضد ما تزعم إسرائيل أنها "مصانع لإنتاج الأسلحة في أنحاء لبنان، وخصوصاً في سهل البقاع وبيروت". كما زعم تقرير الصحيفة العبرية أن هذه المواقع "مخفية تحت الأرض أو بين المباني السكنية، وتضم قدرات بسيطة نسبياً لتحويل صواريخ "غبية"، لكنها ثقيلة، إلى صواريخ دقيقة، عبر تغيير رؤوسها الحربية". وتقدّر إسرائيل أن لدى حزب الله عشرات الآلاف من هذه الصواريخ، إلى جانب آلاف الصواريخ الأخرى، بالإضافة إلى إنتاج آلاف المُسيّرات، منها الانتحارية، منذ اتفاق وقف لإطلاق النار.

كما زعمت الصحيفة أن قوّات "الرضوان" التابعة لحزب الله استعادت قدراتها الهجومية على إسرائيل، وأنه خلافاً لاتفاق وقف إطلاق النار، بدأ الحزب يعود تدريجياً إلى مناطق قريبة من الحدود. ورغم أن الأمر لا يشمل إعادة تمركز الوحدات الهجومية الكبرى على خط الحدود نفسه، بحسب الصحيفة، إلا أن هناك إعادة تنظيم في المناطق الواقعة بين نهر الليطاني والحدود، في بلدات كبيرة مثل النبطية.