لن تنجح ليفني في اقتطاع أصوات من اليمين

بقلم: امنون ابراموفيتش

استطاعت تسيبي لفني أن تكون، لوقت قصير وبطرفة عين، في ست وزارات أو سبع. وقد مرت مروراً خاطفا على وزارات البناء والاركان والزراعة والتطوير الاقليمي واستيعاب الهجرة والعدل والخارجية. وليس من المؤكد أنها تتذكر جميع الوزارات التي عملت فيها، لكن من شبه المؤكد أنهم لا يتذكرونها في أية وزارة من الوزارات لا لأنها لم تترك أثرا – فقد تركت أثرا – بل في الأساس لأن هذا هو ضعف النظام السياسي، أعني عدم الاستقرار والانتقال السريع والحراك الدائم. إن لفني أكثر جدية ومسؤولية من أكثر المرشحين الذين يشغلون اماكن في "الليكود - بيتنا" وحزب العمل و "يوجد مستقبل". وعودتها الى السياسة مباركة. من المؤسف فقط أنها فقدت التواضع والشعور بالتناسب والمكان. فهي ترى نفسها وزيرة خارجية أسطورية. فلم يتحدث آبا ايبان عن نفسه كما تتحدث عن نفسها. وزعمت في حملات مشترياتها عند شيلي يحيموفيتش ويائير لبيد وآخرين قائلة: "كنت هناك". أي أدرت الاتصالات السياسية والتفاعل الدبلوماسي والتفاوض في المنطقة.

والحقيقة انه التقطت صورا لها مع كوندوليزا رايس وأُرسلت لمحادثات فارغة هي محادثات صرف انتباه مع أبو العلاء في حين كان رئيس الوزراء آنذاك اولمرت يفاوض أبو مازن سرا. اعتقد ارئيل شارون أنها يجب ان تكون وزير استيعاب الهجرة، فكانت هذه هي الوزارة التي خصصها لها. واعتقد شارون انه في المستقبل حينما تستجمع الخبرة وتخفف من الشعور بالذعر وتتبنى شيئا من برود الاعصاب، تستطيع ذات يوم ان تكون وزير العدل. وقد أُوضح لشارون آنذاك انه يجب عليه ان يُحدث شيئا مضادا وردا على دان مريدور وقيل له ان تسيبي لفني يمكن ان تُبنى لتصبح كذلك؛ فهي قانونية، وذات صورة نظيفة، وتجري حوارا مع جهاز القضاء، واقتنع بذلك، لكن لم يقتنع بسهولة. ان معسكر المركز هو الأكثر زحاما في المجال السياسي.

فمعسكر اليسار ضئيل وفي اليمين توحيد للصفوف. تحتشد قائمة لفني في المركز ويطأ بعضها أقدام بعض: "كديما" مع شاؤول موفاز، وحزب العمل مع يحيموفيتش، و"يوجد مستقبل" مع لبيد. وتوجد ثلاثة احزاب تطمع الآن في الاربعين نائبا المعلقين على اشجار الفاكهة في كروم المركز. الحقيقة انه يصعب عليّ ان أفهم وضع موفاز البالغ الخطر. فالحديث يدور عن رئيس اركان ناجح، ووزير دفاع سابق نظيف اليدين يحيا في تواضع. صحيح أنه زل أكثر من مرة، وقام باجراءات سخيفة غير مفهومة.

لكن الفشل نبع من انه ليس سياسيا وان مستشارين مختلفين دبروا أموره فلم يعرف هو تدبير امور نفسه. ان موفاز مؤيد بعدد من اعضاء الكنيست الجديين مثل روني بار أون وإسرائيل حسون وزئيف بايلتكي ويوحنان بلسنر وشاي حرماش من كيبوتس "كفار عزة". نافست لفني موفاز مرتين وتغلبت عليه في الاولى بمساعدة اصوات قليلة، وهزمها في المرة الثانية وقد بقي برغم انه سُلب وسُرق. ولم تعرف كيف تخسر بشرف فمضت الى بيتها مُخلفة حزبا متنازعا وبئرا مالية وديونا كبيرة. ان صورة عودتها الآن من النافذة لا من الباب مع السطو على اعضاء كنيست من "كديما" ليست جميلة ولا سيما من سيدة النظافة. هذا الى انه يُشك – وهذا هو الأساس – في ان تأتي بنواب من كتلة اليمين أو ان تستطيع الاقتطاع من كتلة المركز. يبدو أنها لا تقضم إلا من أبناء جنسها. ان لفني على ثقة بأنها مؤهلة لرئاسة الوزراء، وقد يكون الأمر كذلك بيد أن طريقة انتخاباتنا كُتلية لا شخصية.

ان مستطلعي الرأي الذين يحسنون اليها يُطرون اطراءً شخصيا تجاهها لكنهم بلا أهمية سياسية وموضوعية. ان لفني أضاعت المنصب اضاعة لا تُغفر وكانت هناك فرصة لها لن تعود سريعاً. حينما كانت الاحزاب العربية تستطيع ان تعطيها أكثرية حاسمة تجاهلتها وتركتها فريسة لنتنياهو وجدعون ساعر والمستشار شالوم شلومو آنذاك الذين انشأوا لها مدرسة. وحينما كان عدد اعضاء معسكر المركز – اليسار 70 عضو كنيست أظهرت عدم خبرة ولن نقول صبيانية في الحكم، وبتت في مصير المعسكر ومصيرها هي. إنها تعود الآن لتصبح رئيسة وزراء. ويبدو أنها لن تعيد الدين لنفسها. انها تدعي انها ستسحب من اليمين أصواتا بكمية تجارية، وهذا هو دينها للمعسكر ونشك في أن تعيده هو أيضا.

عن "يديعوت"