"أرض إسرائيل".. فيلم إسرائيلي يظهر الفلسطينيين كمحتلين

زمن برس، فلسطين: قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإنتاج فيلم ترويجي قصير باللغة الإنجليزية يحرّف التاريخ ويقدّم الفلسطينيين كـ"محتلّين أجانب جاءوا إلى إسرائيل" بعد قيامها، وذلك في محاولة منها للترويج للادّعاءات الإسرائيلية بأن فلسطين هي أرض تاريخية للإسرائيليين وأن الفلسطينيين غرباء عن أرضهم.
وفي إطار الحملة الإعلامية التي تقوم بها الوزارة في الخارج، تحاول الخارجية الإسرائيلية أن تُزوّر تاريخ الشرق الأوسط كلياً في إطار كوميدي، وفي هذا الفيلم الترويجي مَثّل إسرائيل شخصيتان هما "يعقوب وراحل" وهما حسب الفيلم زوجان هاجرا إلى شقة اسمها "أرض إسرائيل"، وخلال الفيلم يدخل إلى الشقة أشخاص يطالبون بالشقة لأنفسهم.
في البداية يقرع شابان مع لحيتين كثّتين باب الشقة "أرض إسرائيل" ويحاولان بيعهما معلومات اقتصادية ويسيطران على الصالون فيما "الزوجان" يكتفيان بغرفة النوم.
لاحقاً يصل إلى الشقة أشخاص "بابليين ورومانيين وعثمانيين وصليبيين" ويسيطرون على الشقة ويدمّروها، مما يضطر الزوجين للنوم في خيمة إلى جانب البيت.
بعد ذلك يأتي شخص بريطاني ويُسيطر على الشقة ويعلن إعادة المنزل لهم إذا فقط وقعوا على عدة أوراق كما ظهر في الفيلم، في إشارة إلى الانتداب البريطاني في فلسطين وتنفيذاً لوعد بلفور بمنح اليهود أرضاً لهم في فلسطين.
في نهاية الفيلم، وبعد التوقيع على الوثيقة وإغلاق الزوجين باب منزلهم"أرض إسرائيل" يَدقّ على باب الشقة زوجان ذو ملامح عربية ويرتديان الزي التقليدي العربي الفلسطيني، في إشارة إلى أنهم جاءوا بعد قيام "الدولة"، وهنا بيت القصيد بالنسبة للفيلم ومنتجيه، حيث التجاهل الكلي للتواجد العربي في أرض فلسطين طول ألف عام وضرب بقرارات الأمم المتحدة حول فلسطين كأرض محتلة عرض الحائط.
مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية يقول تعقيباً على نشر هذا الفيلم "كنا نعرف أنّ الفيلم مستفز وسيثير الجدل. هذا شريط يهدف الى عرض حقيقة يتنكر لها الكثير حتى اليوم"، أمّا نوعام كاتس نائب المدير العام للاتصال والإعلام في الوزارة نفسها فقال "نحن لسنا من الأمم المتحدة، نحن نحكي حكايتنا وارتباطنا بأرض إسرائيل على مرّ الاجيال".
وهذا الفيلم يأتي ضمن حملة ممنهجة ومكثّفة من قبل وزارات "الآثار والسياحة والخارجية" التي تحاول الترويج للرواية الإسرائيلية وبأحقية اليهود بأرض فلسطين.
وفي سياق الرد على هذه الحملة يقول النائب أحمد الطيبي إن "السياسة الخارجية الإسرائيلية تفقد كل صلة بالواقع بشكل مفجع. المحاولة المثيرة للسخرية لسلب الفلسطينيين أي صلة وارتباط بوطنهم تستحق الشفقة. لم نصل إلى هنا لا في سفينة ولا في طائرة، نحن ملح الارض". وفقا لما ذكرت "الميادين" على موقعها الالكتروني.