كيف سيكون نظام التوجيهي الجديد؟

صبري صيدم

زمن برس، فلسطين: حدد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، اليوم الأربعاء، ملامح النظام المقترح للتوجيهي الجديد، الذي وافق مجلس الوزراء خلال جلسته أمس على إجراء تجربة بشأنه تركز على قياس كفاءات الطالب ومهاراته وقدراته الذاتية، وليس قدراته على الحفظ وتقديم الامتحانات كما هو متبع في النظام الحالي.

وقال صيدم، إن مجلس الوزراء قرر الشروع بتنفيذ امتحان تجريبي على عينة محددة من الطلبة تختارها وزارة التربية والتعليم العالي مع نهاية العام الدراسي الحالي، وفي حال نجاح المقترح الجديد على هذه العينة سيكون قرار التعديل النهائي في يد مجلس الوزراء.

وأشار إلى أن العينة التي سيتم اختيارها لخوض الامتحان التجريبي ستضم طلبة من جميع محافظات الوطن بما فيها قطاع غزة، موضحًا أن النظام الجديد يركز على إبراز شخصية الطلبة وتشجيعهم على الإبداع وتحفيز مهاراتهم الفردية بعيدًا عن النظام التقليدي القائم على الحفظ والضغط النفسي المرافق للطلبة خلال تقديم الامتحانات.

وأكد صيدم وفق ما نقلته وكالة (وفا) الرسمية، أن نظام الثانوية العامة "التوجيهي"، سيعقد هذا العام في شكله التقليدي، وبعد انتهائه سيتم اختيار العينة لاختبار النظام الجديد، مشيرًا إلى استمرار أسلوب تقديم الامتحانات في المقترح الجديد ولكن بشكل أقل كثافة، مع إعطاء الطالب الفرصة لإبراز مهاراته الذاتية.

وقال إن الطالب في النظام الجديد بإمكانه أن يقدم الامتحان بأي مدى زمني يستطيع، وأن يختار أي حزمة يقدمها ويستطيع أن يكمل في حال لم يحصل على العلامات المطلوبة حتى يذهب للجامعة ويعتبر نفسه قد أدى الرسالة بشكل عام، وخصوصية العلامات ستصبح أكبر حيث ستصل لصاحبها فقط ولن تنشر في الصحف.

ولفت صيدم إلى أن النظام الجديد يركز على مفهوم جديد اسمه ملفات الانجاز التي تعكس الملكات الذاتية للشخص صاحب العلاقة، فتقيس الشخص كما هو وقدراته على القيادة وحسن إدارة الوقت والإبداع والتفكير الخلاق، ويتم على مدار سنتين تراكم هذه الخبرات من خلال قياس شخص الإنسان وإعطائه التقدير بناء على هذا الأداء، والشق الآخر هو الامتحانات التحريرية المقلصة وبالتالي يجمع ما بين مدرسة التقليد ومدرسة الحداثة.

وبين أن العلامة في الامتحان الجديد يمكن أن تكون رقمية أو تقديرية وأن النقاش مستمر في هذا السياق وسيجري إقراره لاحقا، وأن الطالب لن يعود لمجرد رقم بل أن أنه سيجري توضيح صفات الطالب في الشهادة.

وأردف: وسيهتم التوجيهي الجديد بتحديد مشارب الطلبة وميولهم؛ لأن كل الناس تدفع بأبنائها لأن يذهبوا إلى التخصصات العلمية، ووفق النظام الجديد نريد أن نقنع الناس أنه يمكن أن يكون أبناؤهم بملكات ومهارات أخرى غير هاتين الملكتين ويصبحون مبدعين ويخدمون مجتمعهم، وكل ذلك لن يأتي إلا من خلال ملفات الانجاز.

وأشار صيدم إلى أن ذلك يعني أنه مع تطبيق التوجيهي الجديد كأداة قياس سيتم العمل باتجاه تغيير المنهاج بشكل كامل، وهذا سيتم قريبا وسيجري الإعلان عنه في مؤتمر صحفي بحيث يتم توضيح متى سيبدأ العمل به ومتى سينتهي العمل على إعداد المنهاج الجديد.

وردا على سؤال حول طريقة الربط بين هذا الامتحان الجديد والصفوف التي تسبقه، أجاب صيدم: أنه سيوزع على عامين خصوصا فيما يتعلق بملفات تراكمية الانجازات فيما سيكون الامتحان التحرير في العام النهائي فقط أي العام الثاني.

وقال إن أول الطريق خطوة، في سيبل تغيير المسيرة التعليمية لتكون أكثر انتاجًا للمعرفة، وهذا التحدي إذا ما نجح سيقلب معايير التعليم في فلسطين.

وتابع: إن التحفظات الموجودة عند المواطنين تسهم في تطوير نظام التعليم في شكل عام، ونحن نتحدث في أطر أهم مع أولياء الأمور ومدراء التربية ومدرائنا العامين، فهذا يتضمن حوارنا في مجلس التعليم العالي وحوارنا في مجلس الوزراء، ونحن نقول أن الوزراء والمدراء هم أولياء أمور أيضا.

وأردف صيدم أن تجريب النظام سيكون مع نهاية العام الحالي، وبعد انتهاء التجربة سيتم البدء في تطبيقه في العام الدراسي المقبل، وهو نظام سنوي وسيتضمن مرونة أفضل من النظام السابق.

وأوضح أن النظام التقليدي خلال العام الجاري سيسير حسب ما هو معتاد خلال العقود الخمسة الماضية، ولكن سيكون هناك عينة تخضع للامتحان التجريبي بصورة اختيارية مع نهاية العام، وهو امتحان آخر غير الامتحان التقليدي وستذهب لامتحان فيه بنك أسئلة، والجالسين في القاعة نفسها لن يكون لديهم الامتحان نفسه، وستكون العملية محوسبة واختيارية من بعض الطلبة والامتحان حتى نضمن الجدية فيه سيكون مربوطا ببعض المحفزات، وسيكون التصحيح إلكترونيا وهذا ليس موجودا في الامتحان التقليدي.

وذكر أن الأهم ليس نتائج هذه التجربة، بل الهدف هو قياس مدى حسن إدارتنا لعملية التوجيهي الجديد.

يذكر أن مجلس الوزراء كان قد قرر في جلسته أمس خلال مناقشته الثالثة لمشروع نظام امتحان الثانوية العامة الجديد "التوجيهي" الموافقة لوزارة التربية والتعليم العالي على الشروع بتنفيذ امتحان تجريبي على عينة محددة تختارها مع نهاية العام الدراسي الحالي.

حرره: 
م . ع