صحيفة: ما الذي تخشاه حماس عقب الاتفاق التركي الإسرائيلي؟

زمن برس، فلسطين: عقب الاتفاق التركي الإسرائيلي بإعادة تطبيع العلاقات، وتضمينه الكثير من النقاط الأمنية، التي ستحد بالفعل تحركات قيادة حركة حماس في تركيا، بدأت تشعر الحركة وقيادتها السياسية في الخارج التي تتمتع بعلاقات قوية مع حكام تركيا، أن هناك عملية “تهميش” باتت واضحة لملف الحركة والحصار المفروض على قطاع غزة.

مسؤول في حركة حماس بالخارج رفض الكشف عن اسمه، صرّح لصحيفة "رأي اليوم" أنهم لم يتلقوا أي “إشارات إيجابية” من جهة تركيا، تؤكد أنها لم تتخل عن مطلبها برفع الحصار الكلي عن قطاع غزة ضمن الاتفاق مع إسرائيل لإعادة تطبيع العلاقات وإنهاء المشكلة القائمة منذ أربعة سنوات بين البلدين.

ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل وعلى أعلى المستويات من قبل حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الإعلان بأنه لن يكون هناك أي تغيير على سياسة فرض الحصار البحري على قطاع غزة رغم المفاوضات الجارية لإعادة تطبيع العلاقات مع تركيا.

وأكد المسؤول في حماس على أن المعروض حاليا صيغ لتجميل الاتفاق، تحفظ ماء وجه تركيا وتعهدات الرئيس أردوغان السابقة، بعدم توقيع الاتفاق قبل رفع حصار غزة، من خلال تأكيد إسرائيل على التزامها بتسهيل عمليات الإعمار القائمة على غزة، وتخفيف الحصار وجعل غزة قابلة للحياة وتحسين أوضاعها الاقتصادية، وهي صيغ وصفها بـ“الفضفاضة” لا تحمل التزامات واضحة.

ويشير إلى أن هذا ما نُقل إلى قيادة حماس التي استعدت على عجل إلى تركيا من قبل أردوغان، مع وصول وفد بلاده مع الوفد الإسرائيلي إلى تقدم يأمل أن يقود خلال الوقت القادم إلى الاتفاق النهائي وإعادة تطبيع العلاقات.

وهنا تفهم حماس أن الازمة التي نشبت بين تركيا وروسيا، وخارطة التدخلات الأجنبية في سوريا الواقعة على حدود طويلة مع تركيا، بوجود العدو الجديد “روسيا” جعل الأتراك يتخذون عدة خطوات للوراء، أولا لتأمين الغاز الطبيعي، الذي ستفقده رويدا من روسيا، وثانيا تمتين علاقاتها العسكرية لمواجهة الروس، من خلال تقوية العلاقات مع إسرائيل.

وبرز هنا لجوء الأتراك لإسرائيل الحليف العسكري السابق كمصدر مستقبلي بديل عن الروس في توفير الغاز، وإلى الإدارة الأمريكية كي تكون السند في إسناد أنقرة بعد احتدام المواقف مع روسيا، وهو ما جعل أوراق ضغط أردوغان تقل في مواجهة ضغوط الأمريكيين والإسرائيليين لإنهاء خلاف مرمرة.

لكن أكثر ما يثير خوف قيادة حركة حماس كما أشارت لـ“رأي اليوم” ليس فقط عدم شمل غزة في الاتفاق، بل عودة تفعيل الاتفاقيات الأمنية والعسكرية بين تركيا وإسرائيل، وهي اتفاقيات ترى الحركة أنها ستحد من تحركاتها في هذه الدولة الإقليمية التي كانت بوابة كبيرة لها على دول أوروبا طوال السنوات الماضية.

ما كشف لـ “رأي اليوم” يؤكد أن رئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل طلب من الرئيس أردوغان عدم القبول بأن يكون هناك أي حظر لعمل الحركة على الاراضي التركية مستقبلا.

ويكشف هذا المسؤول ما ألمحت به قيادات كبيرة في حماس وفي مقدمتها خالد مشعل زعيم الحركة، حول اتصالات أجريت مع أطراف أوروبية، وقال للصحيفة إن تركيا رعت الكثير منها على أراضيها.

وبسبب خوف حركة حماس من الاتفاق القريب بين تركيا وإسرائيل، لا زال مشعل وعدد من أعضاء المكتب السياسي أبرزهم موسى أبو مرزوق، يقيمون في تركيا منذ أيام، ويعقدون سلسلة اجتماعات مع قادة أنقرة، أبرزها السبت مع الرئيس رجب أردوغان، والأحد مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، ومن المتوقع أن يعود وفد حماس ويعقد لقاء آخر مع أردوغان، إذا ما حدث تقدم في المفاوضات السرية بين مفاضين أتراك وإسرائيليين في سويسرا.

وهناك من كشف أن الاتفاق الأولي بين تركيا وإسرائيل شمل منع صالح العاروري أحد أكبر قيادات حماس، من دخول تركيا، أو العمل من أراضيها، وكذلك دفع إسرائيل مبلغًا قدره 20 مليون دولار تعويضًا لأسر الذين قتلوا أثناء عملية اقتحام الجنود الإسرائيليين للسفينة التركية.

حرره: 
د.ز