البرازيل تواصل رفض اعتماد السفير الإسرائيلي وتطالب باستبداله

زمن برس، فلسطين: لا يزال تعيين السفير الإسرائيليّ الجديد لدى البرازيل ينتظر مصادقة الرئيسة البرازيلية ديلما فانا روسيف، فبعد أشهر من تقديم رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربيّة السابق داني ديان مستندات اعتماده سفيرًا لإسرائيل في البرازيل، لا تزال البرازيل ترفض اعتماده مطالبةً باستبداله.

وكانت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أوعزت في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي إلى رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، باستبدال السفير الإسرائيليّ لدى البرازيل داني ديان بآخر كونه يقطن في مستوطنة، ولاعتباره قياديًّا في المستوطنات القائمة على أراضي فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وكان نتنياهو قد قرر تعيين داني ديان سفيرًا لإسرائيل لدى البرازيل وصادق المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" على تعيينه كذلك في السادس من أيلول (سبتمبر) المنصرم.

ويُعتبر داني ديّان من المتطرفين وأكثرهم عداء للفلسطينيين، ولكن هذا الأمر لم يمنع نتنياهو، من تعيننه سفيرًا لإسرائيل في البرازيل، التي لها علاقات وطيدة. ولكنّ قامت 40 منظّمة مؤثّرة جدًا في البرازيل، وأعضاء في البرلمان بالتوقيع على عريضةٍ قُدّمت إلى الرئاسة البرازيليّة تُطالب بمنع دايّان من تسلم المنصب.

وجاء في العريضة أنّ السفير الجديد يُمثّل خرقًا للشرعيّة الدوليّة ولسيادة البرازيل. وقد وقعّت أربعون منظمة شعبية ونقابة ومؤسسة مدنية برازيلية، بيانًا للرأي العام أدانت فيه تسمية إسرائيل داني ديّان سفيرًا لها في البرازيل.

وحذّرت المنظمات والمؤسسات والنقابات في بيانها، من هذا الاختراق الجديد للشرعية الدولية والتحدّي للسيادة البرازيليّة، وطالبت البرازيل بعدم قبول ترشيح ديان. وتمّ تسليم نسخة من البيان لمكتب رئاسة الجمهورية البرازيلية الفرعي في مدينة ساو باولو. وقال مسؤول دبلوماسيّ إسرائيليّ سابق مؤخرًا، إنّ البرازيل لن تعتمد ديّان سفيرًا لديها.

وتابع بالنسبة للبرازيل، إرسال إسرائيل أحد زعماء المستوطنين كسفير هي فضيحة بحد ذاتها.

وكشفت مصادر سياسيّة إسرائيلية رفيعة المستوى النقاب عن أنّ البرازيل طلبت من الحكومة الإسرائيليّة إلغاء تعيين سفيرها الجديد في البرازيل لأنّه من أشّد غلاة المُستوطنين الإسرائيليين في الضفّة الغربيّة.

وبحسب صحيفة (يديعوت أحرونوت) فإنّ رئيسة البرازيل ديلما فانا روسيف، قامت بتوجيه رسائل إلى صنّاع القرار في إسرائيل عبر قنوات مختلفة، طالبت فيها حكومة نتنياهو بإلغاء التعيين، لأنّ مُوافقة البرازيل على ذلك، سيُظهرها وكأنّها تؤيّد المشروع الاستيطاني الكولونياليّ-الإسرائيليّ، على حدّ قول المصادر عينها.

وعادة ما يتّم اعتماد أوراق سفير جديد في البلد الضيف في غضون أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع كحد أقصى، ولكن عندما يمر شهرين وأكثر دون اعتماد السفير الجديد هذا يعني أنّ البلد المضيف لا يقبل بتعيين هذا السفير. وتعتبر السلطات الإسرائيليّة البرازيل إحدى أهم الشركاء الاستراتيجيين والاقتصاديين بسبب كونها أكبر دول أمريكا الجنوبية وإحدى أكبر الاقتصادات نموًا.

وذكرت صحيفة رأي اليوم أن يتوقع خبراء ودبلوماسيون إسرائيليون أن تقوم وزارة الخارجية الإسرائيليّة بتعيين سفير آخر للبرازيل بدلا من ديان بعد عيد الميلاد الذي يُصادف في الـ25 من الشهر الجاري. ومن تصريحات ديّان.

حرره: 
د.ز