"عارض الأزياء" يتوعد بتعليق جرائمه على شماعة الفلسطينيين

صورة عارض الأزياء

قاسم الآغا

زمن برس، فلسطين: رأى سياسيون وعسكريون اختيار "يوسي كوهين" لشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) خلفاً لـ "تامير باردو، تأكيداً واضحاً على صورة وأسلوب الاحتلال الإجرامي في كل سياساته التي يمارسها على أرض الواقع بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدين على أنه سيسعى جاهداً للتصعيد من أجل إشباع غريزة الجبهة الداخلية المتطرفة والمتصدّعة التي تتغذى وتعيش على الدماء.

وبيَّن هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"الاستقلال" أن الاغتيالات التي ينفذها هذا الجهاز لن تتوقف على الشخصية التي ترأسه، مشدّدين على أن تهديدات "كوهين" لن تزيد فصائل المقاومة إلّا قوة وإصراراً على التمسُّك بنهج الجهاد ومقاومة الاحتلال حتى تحرير كامل فلسطين.

وأعلن رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني "بنيامين نتنياهو"، الاثنين الماضي، تعيين مستشاره للأمن القومي "يوسي كوهين" رئيساً جديداً لجهاز الاستخبارات (الموساد) خلفاً لـ "تامير باردو"، وبذلك يكون "كوهين" الرئيس الـ 12 الذي يشغل هذا المنصب منذ تأسيسه في ديسمبر من العام   1949.

وفور إعلان بنيامين نتنياهو عن هوية "يوسي كوهين" المُلقَّب بـ"عارض الأزياء" كرئيس جديد للموساد؛ تعهّد الأخير بالقيام بما وصفه بعمليات "نوعية" و"مثيرة" خلال فترة ولايته.

وامتدح "نتنياهو" خلال مؤتمر صحفي عقده بديوانه كوهين بالقول إنه من أكفأ المرشّحين لهذا المنصب، إذ يعتبر من المقربين له خلال الفترة الماضية وأمين أسراره، بحسب ما أوردته وسائل إعلام العدو.
مسلسل الاغتيالات سيتواصل

المحلِّل السياسي المختص في شؤون العدو وديع أبو نصّار، أوضح أن رئيس جهاز "الموساد" يتم تغييره بشكل دوري في فترة تتراوح من 4 – 5 سنوات، لافتاً إلى أن اختيار من يترأس هذا المنصب الحسّاس وفق منظور(إسرائيل) يتم بشكل شخصي من قبل رئيس حكومة الاحتلال، حيث يتم في العادة اختيار الأشخاص الذين يترأسون أجهزة أمن الكِيان ممن تربطهم علاقة قوية برئيس الحكومة.

وبيَّن أبو نصَّار، أن رئيس جهاز الموساد الجديد "يوسي كوهين" والذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال السنوات الماضية تربطه علاقة قوية وقريبة جداً برئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، معتبراً أن الاغتيالات من قبل هذا الجهاز ستبقى مستمرة بغض النظر عن الشخصية التي ترأسه، "وبالتالي لا أرى بالضرورة علاقة مباشرة بين تعيين "كوهين" وتصاعد وتيرة الاغتيالات خلال الفترة المقبلة".

وحول تصريحات "كوهين" وتعهده "بتنفيذ عمليات نوعية"؛ أشار إلى أن ذلك مقصده استهداف أهداف مناوئة، والتي ترى فيها (إسرائيل) أنها تشكِّل تهديداً حقيقياً لها، منوهاً إلى أن وظيفة "الموساد" لم تعد تقتصر على العمليات الخارجية، بل له مهام دبلوماسية وتواصل مع العديد من الدول، خصوصاً تلك التي لا تحظى (إسرائيل) معها بعلاقات دبلوماسية رسمية.

وأضاف المحلِّل السياسي المختص في شؤون العدو أن قضية الاغتيالات لدى الاحتلال هي بالأساس مرهونة بقرار سياسي يتخذه قادة الاحتلال، وحدوث تطورات أمنية ميدانية تستوجب تنفيذ عمليات الاغتيال، مستبعداً في ذات الوقت أن تُقدم (إسرائيل) خلال المرحلة الحالية على الأقل على اغتيال قيادات وطنية ومقاومة من الصف الأوّل، "إلّا أن هذا الأمر قد يتغير بناءً على حسابات المسؤولين السياسيين لدى كيان الاحتلال".
موالٍ لـ"نتنياهو"

من جهته، الخبير العسكري واللواء المتقاعد واصف عريقات، رأى أن تعيين كوهين رئيساً للموساد من قبل نتنياهو جاء نتيجة إثبات الأوّل ولاءه الشخصي للأخير وكتمانه لأسراره، مبيناً أن تعيين "كوهين" جاء في ظل الهجوم الداخلي الذي يتعرض له "نتنياهو" بفعل فشل سياساته الدبلوماسية والعسكرية، وبالتالي توظيفه لكوهين جاء؛ لأنه بحاجة لأشخاص موالين له أكثر من ولائهم لـ(إسرائيل).

وقال عريقات: "المرحلة الآن ليست مرحلة "كوهين" و"نتنياهو"؛ لأن الاحتلال جرَّب كافة الحلول الأمنية والعسكرية تجاه الفلسطينيين لكنها باءت بالفشل"، مضيفاً أنه "إذا أراد قادة الاحتلال وعلى رأسهم "بنيامين نتنياهو" إعادة الأمن والاستقرار داخل المجتمع الصهيوني؛ فما عليه سوى الإقرار والاعتراف بالحقوق الفلسطينية".

وتابع: "تاريخ (إسرائيل) حافل بالاغتيالات وجرائم الحرب سواء كانت الفردية أو الجماعية، هم الآن يقتلون الفلسطيني  بدون أي سبب كما أنها لا تحتاج للذريعة لاقتراف ذلك"، لافتاً إلى أن التهديدات التي أطلقها كوهين ويطلقها قادة الاحتلال ستبقى في إطار التصريحات فقط؛ "لأن زمن قدرة (إسرائيل) على تنفيذ تهديداتها قد ولّى بلا رجعة".

وأكّد الخبير العسكري واللواء المتقاعد أن الفلسطيني سيبقى مُستهدفاً أينما كان، ومع تبوؤ كوهين لهذا المنصب الجديد سيسعى جاهداً للتصعيد من أجل إشباع غريزة الجبهة الداخلية المتطرفة والمتصدّعة، وإثبات ولائه وجدارته لها، مشيراً إلى أن "نتنياهو وأعوانه" يسعون جاهدين وبأي طريقة كانت لاستعادة الروح المعنوية المتدنيّة لدى جبهتهم الداخلية لا سيما في صفوف الجيش. 
أنموذج للإجرام

بدوره، المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين أبو عطايا، أكّد على أن تعيين المتطرف كوهين رئيساً للموساد يأتي في سياق التأكيد على صورة وأسلوب الاحتلال الإجرامي في كل سياساته التي يمارسها على أرض الواقع بحق الشعب الفلسطيني وقادته.

وأضاف أبو عطايا، أن "كوهين لن يختلف عن غيره من قادة هذا الجهاز الإجرامي، وغيرهم من قادة الاحتلال السياسية والأمنية، إذ إنَّ جميعهم أنموذج  وصورة واحدة للإجرام منذ نشأه هذا الكِيان حتى يومنا هذا".

وعن تصريحات "كوهين" وقوله بأن عهده سيشهد عمليان نوعية؛ شدّد على أن تلك التصريحات لن تزيد فصائل المقاومة إلّا قوة وإصراراً على التمسُّك بنهج الجهاد ومقاومة الاحتلال حتى تحرير كامل فلسطين، داعياً كافّة فصائل المقاومة للعمل الجاد والإعداد القوي لمواجهة أي حماقة أو جريمة اغتيال قد يرتكبها الاحتلال على أرض الواقع بحق أي شخصية فلسطينية.

وجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، هو منظَّمة المخابرات والخدمة السرية الصهيونية، تأسس في عام 1949، ويعمل بتوجيهات من قادة الاحتلال وفقًا للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسرية في أداء عمله، كما تقع على عاتق هذا الجهاز العديد من المهام التي تندرج ضمن مجالات متنوعة: كالعلاقات السرية مع أطراف أخرى، وقضايا الأسرى والمفقودين، والتقنيات والأبحاث، وعمليات الاغتيال للشخصيات خارج حدود الكِيان.

وتورَّط "الموساد" في عمليات اغتيال كثيرة للعديد من القادة والشخصيات الفلسطينية البارزة أمثال: خليل الوزير، وغسان كنفاني، وصلاح خلف، والقادة الثلاثة في بيروت: كمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار، إضافة إلى عصام السرطاوي في باريس، والأمين العام الأوّل والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي د. فتحي الشقاقي في مالطا، ومؤسّس صحيفة "الاستقلال" هاني عابد في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، والقيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي، وغيرهم.

حرره: 
س.ع