كاتب إسرائيلي شهير يرسم ملامح كارثة مقبلة على إسرائيل

زمن برس، فلسطين: يوجّه الكاتب الإسرائيلي، مارك بيرغ، في مقالة طويلة في صحيفة "جويش كرونيكل" البريطانية الصهيونية، نُشرت يوم الجمعة الماضي، تحذيرات إلى "إسرائيل التي يحبّها" من أنّها "مقبلة على كارثة"، وأنّ رياح التغيير قادمة، وعلى إسرائيل إما أن تتفادى العاصفة أو تغير مسارها.

ويلخص بيرغ ملامح العاصفة بالعناوين التالية: سياسات الحكومة الإسرئيلية الخاطئة، هجوم الدبلوماسية الفلسطينية، تصاعد وتيرة العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وانفضاض أصدقاء إسرائيل من حولها.

ويستهل بيرغ مقالته بعنوان "أحب إسرائيل السائرة المقبلة على كارثة". بيرغ، الذي رضع الصهيونية وحب إسرائيل منذ الصغر، على حدّ تعبيره، يقدّم نفسه بأنّه ناشط درس الصهيونية، كجزء من برنامج لنيل درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة أكسفورد، وانخرط في منظمات اللوبي الصهيوني في بريطانيا، بغرض تحسين الصورة الذهنية عن إسرائيل، وبالتالي "لا أعتقد أن أحداً يطعن بأوراق ولائي لإسرائيل"، كما يكتب.
ويضيف أنّ "حدسه المرهف، الذي يشبه حساسية ريشة في مهب الريح" يجعله يشعر بأن رياح التغيير قادمة، مع التحذير بأن سياسة الحكومة الحالية في إسرائيل ستؤدي إلى كارثة. ويرى أن "الاشتباكات اليومية في القدس المحتلة، قد تنذر باندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، كما أن مناورات السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة قد تنجح في زجّ إسرائيل في تعقيدات دبلوماسية وقانونية، لا يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة لتفكيكها".

ويمضي بالقول إنّها "نظرة قبيحة، وما يجعل الأمر أكثر قبحاً، من وجهة نظري، هو أننا وصلنا الى هذه الحال، جزئياً، بسبب  قرارات الحكومة الإسرائيلية السيئة، مما جعل الانتقادات الكثيرة، التي طالما قاومتها، مشروعة وبناءة".

وبحسب بيرغ، فإنّ "المصيبة أنّ النار، التي تثير الانتقادات ضدّ إسرائيل، تأتي هذه المرّة من الداخل الاسرائيلي، وآخرها سلسلة القرارات السيئة التي دعمها (رئيس الحكومة) بنيامين نتنياهو، والداعية الى ما يسمى دولة القانون اليهودي في الكنيست، بل إنّ أسوأ القرارات كان قرار الحرب على غزّة، كردّ الفعل على اختطاف ومقتل الشبان الثلاثة، لأنه صبّ الزيت على النار، وقوّض سلطة الرئيس محمود عباس، الذي حافظ على التنسيق الأمني مع إسرائيل. وما إن انتهت الحرب، بكل ما شهدته من أخطاء من قبيل ضرب منشآت الأمم المتحدة، حتى أعلنت الحكومة الإسرائيلية في 31 أغسطس/آب قراراً سيئاً آخر تمثل في مصادرة 1000 فدان من الأرض حول (مستوطنة) "غوش عتصيون" لبناء وحدات استيطانية جديدة، وقد كانت هذه الخطوة بالنسبة لي ولكل من يدعمون حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، ويعارضون النشاط الاستيطاني، بمثابة ركلة على الأسنان".

ويتابع بيرغ أنّ "إسرائيل غارقة الآن في دوامة من العنف بفعل قرارات من قبيل مشروع قانون الدولة اليهودية، والإصرار على حق اليهود بالصلاة في جبل الهيكل، والمضي في سياسة تهويد القدس العربية، ومنع فلسطينيي الضفة الغربية، الذين يعملون في إسرائيل، من السفر في الحافلات الإسرائيلية، وكلّها مبررات تقدم للأعداء لوسم إسرائيل بالعنصرية".
ويخلص بيرغ إلى القول إنّه "يمكن قول ما هو أكثر من ذلك، لأن هناك الكثير من القرارات السيئة التي تؤجّج العاصفة، ومع ذلك يمكن للحكومة الإسرائيلية تجنّب العاصفة وتغيير مجراها". ويشكّك بيرغ في رغبة الحكومة الإسرائيلية بوقف دوامة التصعيد ما لم تتعرض لضغط الأصدقاء، "فالصديق الحقيقي هو من ينبهك ويصححك عندما تخطئ، وإن لم تفعل ابتعد عنك وتفاداك حتى تصحح تصرفاتك"، على حد قول الكاتب.

وقبل أن يُنهي مقالته، يوجّه الكاتب نداء الى أصدقاء إسرائيل بالقول "أحث أصدقاء إسرائيل على رفع أصواتهم قبل انتخابات العام المقبل، وتحذير الحكومة الإسرائيلية، بأنّ سياستها غير العادلة لم تعد مقبولة، وتتعارض مع المصالح المشتركة، وأنّ الدعم الثابت وغير المشروط لم يعد من المسلمات".
وينتهي بعبارة "رياح التغيير قادمة وعلينا ان نتحرك الآن، إذا أردنا تفادي العاصفة المقبلة".

حرره: 
م . ع