غزيون تحت "نار المطر"..مأساة حقيقية

غزة

سعيد قديح

(خاص) زمن برس، فلسطين: طالت هذا الصباح آثار المنخفض الجوي بشكلٍ واضح محافظات قطاع غزة، والتي تعرضت لعدوانٍ اسرائيليٍ واسع مؤخرًا، جعل منها مناطق منكوبة، حيث اشتكى المواطنون تسرب مياه الأمطار الغزيرة إلى منازلهم، وتقصير البلديات الذي وصفوه بالواضح في انقاذهم وممتلكاتهم من المياه المتدفقة بقوة.

بلدة خزاعة الحدودية شرق خان يونس باتت اليوم بفعل قدوم المنخفض وغزارة المطر منكوبةً أكثر، حيث تضرر في العدوان الأخير على البلدة قرابة الـ 1000 منزل، هذا ما جعل تدفق مياه المطر لداخل المنازل أمرًا سهلًا، خصوصًا في ظل انعدام جهود الاعمار واصلاح البنية التحتية إلى الآن.

ولم تتمكن « أم محمد » ذات الخمسين عامًا من تحضير مائدة الغذاء كما يجب، فانشغل أفراد العائلة المكونة من 11 فردًا في محاولة السيطرة على مياه المطر المتدفقة بقوة إلى المنزل المدمر جزئيًا بفعل الحرب الأخيرة، فالزوج آخذ يهم بعمل حواجز رملية حول البيت، وراح الابن الأكبر « محمد » يحاول هو الآخر اغلاق فجوات السقف التي خلفتها صواريخ الطائرات الاسرائيلية أثناء الحرب في يوليو المنصرم.

تقشط المياه المتسربة إلى الغرف قائلةً لمراسل زمن برس:" تركونا وحيدين هنا نعاني وكما ترى بعينك لا أحد يهتم بالمرة، نحن نغرق، وهذا بداية المنخفض كما تعلم، والشتاء قادم، والله أعلم بظروفنا، ولا حول لنا ولا قوة". وتتابع متسائلةً:" المسؤولون، أين هم مما نعاني ؟ ". مضيفةً:" هاجمتنا اسرائيل وقت كنا داخل المنزل في الحرب، وتضرر المنزل بشكل كبير، جاء كثيرون هنا ووعدونا بالمساندة والدعم، ولم يوفوا بشيء، وها نحن نعاني الان".

تواصلت زمن برس مع رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك الذي بدوره قال:" نتواصل مع الجهات المعنية لفعل شيء، البلديات تعاني وهي عاجزة عن فعل كل شيء بفعل آلة الدمار الاسرائيلية التي دمرت مركبات البلدية ولوازمها". وتابع:" الصليب الأحمر أحضر جرافة لتسوية الحواجز الرملية ورفع مستوى التراب في بعض المناطق لتحييدها من ارتفاع مستوى المياه".

وناشد أبو روك الجهات المعنية بضرورة التدخل وعمل اللازم قبل قدوم منخفضات الشتاء الأكثر غزارةً مؤكدًا أن البلدة عانت كثيرًا في الحرب، وأنه ينبغي للجميع احترام تضحيات البلدة والوقوف معها في الشدائد كما باقي المناطق.

الحال في حي الشجاعية المدمر لا يختلف هو الآخر عما هو عليه في خزاعة، فغالبية بيوت الحي طالها القصف مخلفًا دمارها الكامل أو الجزئي البليغ ما يجعل استقبالها للمنخفضات الجوية المحملة بالأمطار الغزيرة أمرًا كارثيًا، فالمواطن حسن مصطفى ( 23 عامًا ) وهو طالب جامعي لم يعد متفائلًا أبدًا بأي جهد قريب لإعمار الحي قائلًا لزمن برس:" آمل أن الذين تحركوا وقت الحرب ووقفوا لجانبنا في محنتنا أن يتحركوا الآن".

 

حرره: 
م.م