مخاوف من تنامي"سلوك منحرف" في رام الله !

سارق

سماح عرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: تزداد مخاوف المواطنين من أن تصبح السرقة  وهي سلوك منحرف يقوم به "ضعفاء الأنفس" ظاهرة في مجتمعنا، لا سيما مع تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة.

وفي محافظة رام الله ازداد مؤخراً الحديث بين المواطنين عن حدوث سرقات تعرضت لها منازل ومرافق في انحاء مختلفة من المحافظة.

يقول المواطن صبري مشهور الذي تعرض منزله للسرقة عدة مرات في قرية قراوة بني زيد :" لقد تعرض منزلي للسرقة أكثر من مرة، ولم نكن نعلم أنا وزوجتي بأن ما نفقده طوال الفترة الماضية من مئات الشواكل كان بفعلة أحد الفتية.. ولكن تكرار سؤال زوجتي لي بفقدانها مبلغ من حقيبتها قادني إلى التحري عن الموضوع، وما أعطاني طرف الخيط هو سرقته لبضع دولارات كانت بالمحفظة في آخر سرقة التي حصلت منذ شهر".

وتابع مشهور في حديث مع زمن برس" ذهبت إلى عدة دكاكين وسألتهم عن ما إذا كان أحدهم قد اشترى بالعملة المذكورة.. وقادني السؤال لمعرفة من الشخص السارق، والذي بدوره نفى الأمر ودلني على طفل آخر " .

الشرطة: السرقات منخفضة
بدوره، نفى مدير شرطة رام الله والبيرة العقيد عمر البزور وجود سرقات منظمة وإنما اعتبرها حالات فردية يتم السيطرة عليها، مؤكدا انخفاضها مقارنة بالسنوات الماضية.

وقال لِـ"زمن برس": "إن حجم السرقات هذا العام بالمقارنة مع السنوات الماضية منخفضة"، لكنه لم يذكر أي نسب توضح صحة حديثه.

وفيما بتعلق بأكثر المناطق التي تنتشر فيها السرقة قال البزور" لا يوجد مكان محدد، لكن الفترة الاخيرة وخصوصا في فترة حرب غزة وشهر رمضان تركزت السرقات في منطقة سردا وبيرزيت وأيضا في منطقة الطيرة وأم الشرايط واستطعنا القبض على العصابة وهي الآن موقوفة وتحاكم".

ونفى بزور، وجود علاقة طردية ما بين ارتفاع حجم السرقات والمناسبات.

وعن الصعوبات التي تواجه عمل الشرطة في ضبط السرقات، عزا العقيد البزور ذلك إلى حجم الزوار التي تشهدها محافظة رام الله ما يصعب وصول الشرطة إلى الجاني، وفقا لتعبيره.

ووجه البزور رسالة للمواطنين بضرورة عدم ترك النقود والصاغة في المنزل، وأن يتخذوا احتياطات الأمان في منازلهم بإحكام النوافذ والأبواب، وإن لزم الأمر وضع حراسة حتى يغلق المجال أمام كل من يفكر في السرقة، والانتباه لمن يدخل البيت أو العمارة.

السرقة سلوك مكتسب
في ذات السياق قال د. محمد براغيث، مستشار الصحة النفسية، "عندما نتحدث عن الدوافع النفسية التي تدفع الشخص للقيام بمهاجمة بيت أو سيارة شخص وسرقه ممتلكاته، هنا لا بد من الحديث عن الظروف المساعدة لهذا الفعل.

وتابع براغيت لزمن برس  بأن فعل"السرقة" لا يقتصر على وجود دافع نفسي فقط وإنما هناك دوافع أخرى كالدافع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي التي يعيشها الفرد في مجتمعه.

وهناك دوافع أخرى كدافع حب الظهور، موضحا " هنا يربط السارق مفهوم الظهور "الأنا" بمفهوم امتلاك القوة والطاقة، حيث يعتقد السارق أن امتلاكه للمال إذا لم تتوفر له بطريقة مشروعة يدفعه إلى السرقة حتى يحصل على القوة المتمثلة بالمال".

واعتبر براغيت السرقة من السلوكيات الانحرافية، لكن لا توجد دراسات بيولوجية تشير بوجود جين للسرقة عند الإنسان، ولكن هناك حقيقة علمية نفسية تربوية تقول " إن السلوك مكتسب من البيئة الاجتماعية".

وتابع، إن موضوع السرقة بدأ يطفو على السطح في المجتمع الفلسطيني منذ 15 سنة، مشيرا إن ذلك يدل على أن المجتمع الفلسطيني حصلت فيه العديد من التغيرات وخصوصاً على المستويين السياسي والاقتصادي.

وأوضح "إن عدم وجود الاستقرار دفع لتلك السلوكيات المنحرفة أن تطفو على السطح، وفي المقابل تشكلت عبر السنين طبقة " النبلاء" الحاكمة وهي الطبقة التي تمتلك المال وتتحكم باقتصاد البلد وبالتالي خلقت نوع من القهر والظلم الداخلي لدى المواطن العادي من شعوره بعدم قدرته على مجاراة هذا الإنسان والعيش كما هذه الطبقة".

وشدد مستشار الصحة النفسية في ختام حديثه مع زمن برس، على أهمية ضبط البلد من الناحية الأمنية معتبراً أن تجاهل الأمر يقود إلى تشكيل مجموعة من المحترفين بسرقة قدرات الناس، ونهب قدرات البلد.

حرره: 
س.ع