دير شبيغل: إسرائيل تحولت إلى مصنع أسلحة بعد أن جفاها النوم

جنود إسرائيليون يبكون زملائهم

زمن برس، فلسطين: ذكرت مجلة دير شبيغل الالمانية في تحليل نشرته على نسختها الالكترونية أن إسرائيل تستثمر الأموال أكثر من أي دولة أخرى في الابحاث ولا يوجد مكان في العالم تجد فيه المعاهد البحثية وصناعة الجيش والسياسات متداخلة كل هذا التداخل والنتيجة هي ''مصانع أسلحة عالية التقنية تصدر بنجاح سلعها عالميا ''.

وقالت المجلة إن ذلك لم يتأتى من فراغ فإسرائيل دولة تعيش في صراع دائم منذ قيامها على الاراضي الفلسطينية المحتلة ولهذا فهي تشعر بالتهديد من جميع النواحي في الوقت الذي لا تملك فيه جيشا ضخما وفي ظل مساحتها الصغيرة.

ونسبت المجلة إلى دان بيليد وهو استاذ الأعمال في جامعة حيفا أن ''التكنولوجيا العسكرية المبتكرة لا الجيش الضخم هي استراتيجية لإسرائيل نظرا لمساحتها الصغيرة نسبيا .. وعلى مدار العقود أدى ذلك إلى ربط وتداخل وثيق بين الجيش وقطاعات العلوم والصناعات والسياسات المدنية .. وتمخض ذلك عن احدث حرب حصدت ارواح 2100 فلسطيني مقارنة بـ 70 إسرائيليا قبل أن تحل ما نتمنى أن تكون هدنة دائمة مؤخرا ''.

وصنفت مجلة جين البريطانية المتخصصة في الشؤون العسكرية والامنية إسرائيل سادس اكبر مصدر للسلاح في العالم.

وفي عام 2012 صدرت اسرائيل معدات عسكرية بقيمة 4,2 مليار دولار امريكي لكن عندما يقاس الأمر بعائد الصادرات العسكرية على كل مواطن فهو يقدر بنحو 300 دولار امريكي وهو المقدار الاعلى في العالم لدرجة أن الولايات المتحدة وهي اكبر مصدر في العالم فان مقدار عائد صادراتها على كل مواطن يبلغ نحو 90 دولارا فقط.

وقالت المجلة إن الصادرات الاسرائيلية آخذة في النمو السريع للغاية وهذا يتضح من بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الذي يظهر أن صادرات الاسلحة الاسرائيلية تضاعفت اكثر من مرة في الفترة من عام 2001 وحتى عام 2012.

واردفت المجلة تقول ان الصراع المستمر منذ عقود "بين اسرائيل وجيرانها ساهم على نحو مؤكد في نجاح قطاع الصناعات العسكرية الاسرائيلي متضمنة العربات الاوتوماتيكية والطائرات الموجهة بدون طيار والصواريخ المحفور عليها شعار صنع في إسرائيل ''.

وضربت المجلة أمثلة على شركات الاسلحة الاسرائيلية سريعة النمو مثل شركة ''أي.دبيلو.أي'' التي تزود جيش الاحتلال بالرشاش عوزي موضحة ان الشركة كان لديها 70 موظفا في عام 2005 والآن لديها ما يزيد على 500 موظف حسب قول مدير التسويق بالشركة جيل فينمان الذي اشار إلى أنه لا يوجد فراغ في قدم مربع واحد من الشركة في رامات هاشارون شمالي تل ابيب. وتجاهل فينمان تحديد عدد البنادق والمسدسات و الرشاشات والمدافع التي تصدرها الشركة سنويا واكتفى بقول ''نحن نتحدث عن عشرات الالاف سنويا ''. وشركة ''أي.دبيلو.أي'' هي ضمن أكبر خمس شركات أسلحة نارية على مستوى العالم.

وقالت المجلة إن جيش الاحتلال هو أكبر مشترٍ لأسلحة الشركة حيث نه بمجرد تطوير سلاح جديد يتم اعطائه إلى الجيش في اسرع وقت ممكن بعد الانتهاء من مرحلة الاختبارات الداخلية بما يسمح بتجريبه في ارض المعارك وبعد ذلك ينقل الجنود تعليقاتهم إلى الفنيين في الشركة من أجل تحسين السلاح.

ومضت المجلة تقول إن غالبية كاسحة من الاسرائيليين ترى تطوير الاسلحة الجديدة ضرورة من اجل ضمان "سلامتهم ووجود دولتهم"، بل أن مسؤولي الصناعات العسكرية يبلغون حد استعراض كيف أن من شأن التكنولوجيا الاسرائيلية الفائقة "أن تعزز السلام"، حسب تعبيرهم، حيث يشيرون إلى أن الاسلحة دقيقة التصويب تمنع اضرارا مباشرة مثل نظام القبة الحديدية الذي يتصدى لصواريخ المقاومة من قطاع غزة.

وقالت المجلة إن طائرة '' هاروب'' وهي طائرة موجهة بدون طيار تستطيع حمل 23 كيلوجراما من المتفجرات وبمجرد أن يتعرف مشغلها على هدف فسرعان ما تتجه الطائرة إليه بسرعة 400 كيلومتر في الساعة لتنقض عليه وتدمره. وقالت المجلة إن جيش الاحتلال يطور هاروب منذ سنوات الآن وإن الهند تنظر في شراء بعض منها.

حرره: 
ا.ش