لماذا تواصل حماس إطلاق صواريخ وتمتنع إسرائيل عن عملية موسعة؟

اطلاق الصواريخ

محمد مرار 

(خاص) زمن برس، فلسطين: تشير تقديرات المستوى العسكري الإسرائيلي المهني، إلى أن المبادرة لعملية عسكرية موسعة، بهدف وقف الصواريخ التي تطلقها فصائل فلسطينية على مواقع جيش الاحتلال التي تحاصر غزة، والتجمعات السكنية، لن تكون مربحة بالنسبة لإسرائيل في ميزان الربح والخسارة.

وخلال اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية، التي تلت اختطاف وقتل المستوطنين الثلاثة حرص رئيس أركان جيش الاحتلال وممثلي الاستخبارات العسكرية ورئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" على التأكيد على أن المبادرة إلى عملية عسكرية ضد حركة حماس في غزة استجابةً لمطالب الجمهور الإسرائيلي ستدخل في اليوم الأول من العملية غالبية سكان اسرائيل إلى الملاجئء، نظراً للتقدم الذي أحرزته حماس والجهاد في تطوير مدى صواريخها.

والتطور في قدرات حماس والجهاد الصاروخية لم يقتصر على صعيد المدى وإنما على صعد الدقة، وبحسب معطيات الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي نشرتها صباح اليوم، فقد تم إطلاق 110 صواريخ منذ بداية انطلاق جولة التصعيد الحالية التي بدأت يوم الأربعاء الماضي، وسقط 80 منها في مناطق سكنية بالنقب وعشرة صواريخ تمكنت القبة الحديدية من اعتراضها، وهذه المعطيات ستأخذ بالحسبان فيما يتعلق باتخاذ قرار تنفيذ عملية موسعة في غزة، حيث أرادت حماس والجهاد من وراء إطلاق هذه الصواريخ على هذا النحو، التأكيد لإسرائيل أن جولة المواجهة المقبلة ستكون أكثر كلفة من الجولات السابقة، علماً بأن غالبية الصواريخ في الجولات السابقة كانت تسقط في مناطق خارج المدن.

واعترف رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية "أمان" الأسبق عاموس يدلين أن حماس والجهاد تملكان القدرة على دك منطقة تل أبيب ومدينة بئر السبع بمئات الصواريخ، ولن تترد حماس بحسب التقديرات التي قدمها جيش الاحتلال لوزراء "الكابنيت" في ضرب عمق تل أبيب في الساعات الأولى من المواجهة المقبلة، ويعني دخول ملايين الإسرائيليين في الملاجىء بعد ضرب القدس وتل أبيب وبئر السبع في ذروة الموسم السياحي في تل أبيب الذي يتزامن مع عطلة المدارس الكبرى في إسرائيل.

ويعتقد المستوى العسكري المهني الإسرائيلي أن عملية عسكرية كبري ضد قطاع غزة لن تؤدي إلى تحقيق نتائج مرضية ولن ترمم الردع الإسرائيلي إلا لعدة شهور مقبلة فيما ستكون الخسائر أكبر من ذلك خصوصاً في قطاعي السياحية والصناعة.

وأشار المحلل السياسي للقناة العاشرة نوعم فاردي إلى أن حركة حماس بفضل تسريب الوزراء الإسرائيليين لفحوى نقاشات المجلس الوزاري المصغر،  تدرك أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير جيشه وكبار الضباط ووزيرة القضاء تسيبي ليفني ووزير المالية يآئير لابيد يرفضون المبادرة لعملية عسكرية ضد حماس في القطاع فيما يطالب بذلك وزير الاقتصاد نتفالي بينت الذي يكرس تلك المطالبات لخدمة مصالحه الحزبية وتعزيز شبعيته.

وعن أسباب لجوء حماس إلى طلاق الصواريخ، قال الصحفي الاسرائيلي آفي سخاروف أن حماس اضطرت إلى الانضمام لإطلاق الصواريخ بعد مقتل أحد عناصرها، مؤكداً" أن مقتل ذلك العنصر نجم عن خطأ في التشخيص فالجيش اعتقد أنه ضمن خلية تخطط لإطلاق الصواريخ فيما الواقع أنه ضمن قوات المرابطين التي تقوم بأعمال الدورية الاعتيادية، وهذا يشير إلى أن إسرائيل لم ترغب أصلاً في استفزاز حماس لأنها تعي أن أي مواجهة ستكون مكلفة للطرفيين".

وتسعى حماس بحسب مزاعم المراسل العسكري للقناة الثانية، لضرب أكبر كمية ممكنة من الصواريخ صوب التجمعات السكنية الإسرائيلية، لأنها تدرك أن إسرائيل غير معنية الآن بالدخول في مواجهة موسعة، وفي حال بادرت إسرائيل إلى مثل هذه المواجهة فإنها ستكون فرصة لحماس لكسر العزلة التي فرضتها عليها مصر والدول العربية، ولن تقبل حماس بإنهاء جولة القتال دون إنهاء الحصار على قطاع غزة وإجبار  الرئيس الفلسطيني على دفع رواتب 40 ألف موظف عملوا لصالح الحكومة الفلسطينية المقالة التي ترأسها القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية

حرره: 
م.م