ماذا لو هجرَتنا الأمطار بعد المنخفض الأخير؟

معزوزة موسى - خاص زمن برس

رام الله: تمحور حديث الناس وبالأخص المزراعين مؤخراً حول المنخفض الجوي الماطر الذي أثر على المنطقة قبل أسبوعين ومدى تأثير الأمطار التي حملها على الموسم المطري والزراعي في فلسطين، وذلك بعد انقطاع للأمطار دام أكثر من شهرين ونصف، فهل ستتأثر المنطقة بفعاليات جوية ماطرة خلال الفترة القليلة القادمة، وذلك في مطلع فصل الربيع الذي بدأ منذ عدة أيام، وهل يعني توقف الموسم المطري عند هذا الحد أن الموسم الزراعي في المنطقة الآمنة؟

في مقابلة مع زمن برس قال أحمد عيد مدير زراعة قلقيلية إن  "نسبة الأمطار التي تساقطت على محافظة قلقيلية لهذا العام وصلت إلى الآن حوالي (382 ملم) في حين وصلت النسبة في الأعوام السابقة إلى حوالي (612 ملم)، وكان هناك تفاوت في تأثير قلة الأمطار على المحاصيل الزراعية، فالمحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير كانت أكثر تأثرًا من المحاصيل الأخرى"، وأضاف: " أتوقع أن يكون المحصول لهذا العام ليس بالجودة نفسها التي كان بها في الأعوام السابقة".

وتابع عيد أن "الآبار الارتوازية والمياه الجوفية تأثرت أيضًا بقلة الأمطار، فإلى الآن سقطت نصف كمية الأمطار فقط مقارنةً بالعام السابق، وكان قطاع المحاصيل البستانية أقل تأثرًا من المحاصيل الحقلية من حيث الإنتاجية وهيكل الشجرة".

وبالنسبة للمراعي فقال عيد إن :مصاريف الثروة الحيوانية ازدادت في الفترة الأخيرة، فقد أصبح الاعتماد أكثر على الأعلاف التي شهدت غلاءً ملحوظًا بسبب قلة الأمطار، كما زاد ذلك من انتشار الحشرات والأمراض".

وعن تأثير كمية الأمطار التي هطلت إلى الآن أفاد عيد أنها "أنقذت الموسم من الجفاف، ولكنها لم تكن الكمية الكافية ففي الأصل كان يجب أن تكون نسبة الأمطار في حدود (600 ملم)، ولو لم تسقط كمية الأمطار في المنخفض الأخير لكانت بعض المحاصيل الزراعية كالزيتون وغيرعا قد تأثرت كثيرًا".

وعن توزع الأمطار ومدى تأثيرها على مختلف المحافظات فقال عيد إن " المناطق الجنوبية تأثرت بشكل كبير بقلة الأمطار خاصة أنها تعتمد على المحاصيل الحقلية أكثر من الأنواع الأخرى من المحاصيل، كما أن المنخفض الأخير لم يكن له تأثير إيجابي على هذه المناطق، ولم يتم إنقاذ الموسم فيها، وقد شهدت المناطق الشمالية وخاصة قلقيلية وطولكرم ضررًا أقل لأنها تعتمد أكثر على المحاصيل المروية".

وعن المخاطر التي ترى وزارة الزراعة بأنها تهدد المحصول الزراعي هذا العام قال عيد إنه إذا" تساقطت الأمطار في نهاية شهر "نيسان" القادم  فستتسبب بتساقط ثمار الزيتون، كما حدث في الموسم السابق وبذلك يتأثر "حمل الزيتون" ويكون سببًا أساسيًا في تدني محصول الزيت".

وفي هذا الخصوص قال قصي حلايقة أخصائي الأرصاد الجوية في مقابلة مع زمن برس إنه "حتى هذه اللحظة هناك احتمالية لنزول كتلة هوائية باردة من شمال غرب أوروبا باتجاه تركيا، وقد تتأثر المنطقة بجزء من هذه الكتلة، وإلى الآن فالتفاصيل غير مكتملة نتيجة تواجد مرتفع جوي ضعيف في وسط القارة الأوروبية".

وأضاف حلايقة أنه "دائمًا في بداية شهر أيار ونيسان تتأثر المنطقة عادة بفعاليات جوية وربيعية سريعة وحالات من عدم الاستقرار الجوي، فلا نستطيع القول أنه من الممكن أن لا تشهد المنطقة منخفضات أخرى" وتابع حلايقة "نحن نتنبأ لعشرة أيام وفي كل فترة تظهر هناك معطيات جديدة على خرائط الطقس".

وعن حالة الطقس لهذا الأسبوع قال حلايقة إن "أجواء لطيفة متوقعة هذا اليوم مع درجات حرارة فوق معدلاتها العامة، أما الخميس والجمعة يتوقع ارتفاع في درجات الحرارة بصورة ملحوظة، بحيث تصبح أعلى من المعدلات العامة بحدود 7-9 درجات مئوية مع أجواء دافئة، ولكن مع ساعات الليل يتوقع أن تصيب المنطقة كتلة هوائية باردة ستعمل على هبوط درجات الحرارة ليصبح الجو باردًا نسبيًا، وعن الأحد والاثنين فهناك انخفاض على درجات الحرارة مع بقائها فوق معدلاتها العامة، مع احتمالية ضعيفة لتساقط بعض الأمطار". 

حرره: 
م.م