القدس العربي 31.1

3 ملايين سائح عربي يغيرون وجه اسطنبول.. والاغاني العربية تملء شوارعها

كرماء وينفقون اضعاف الاوروبيين ... واغلبهم من دول الخليج... وابطال المسلسلات جزء من التسويق

في الماضي كانت المطاعم التركية تبحث عمن يتقن اللغة الانكليزية ليتعامل مع الزبائن، ولكن الوضع تغير الان فهي تبحث عمن يتقن العربية كي يتواصلوا مع ملايين السياح العرب القادمين من كافة انحاء العالم العربي خاصة دول الخليج، قطر والسعودية والبحرين والامارات، وبالاضافة للمطاعم ومحلات التسوق ممن استفادوا من زيادة عدد الوافدين من الدول العربية فإن المليون عربي الذين يعيشون في تركيا وجدوا فرص عمل جديدة، للعمل كأدلة ومترجمين، ففي العام الماضي زار تركيا اكثر من 3 ملايين عربي، معظمهم جاء للاصطياف، وفي ضوء الاحداث التي تمر فيها سورية لم يعد احد يبحث عن السياحة فيها، اضافة الى الدور التركي في العالم العربي، حيث ادى الحوار والتعاون مع الدول العربية الى جذب السياح العرب، وكذا انتشار الافلام التركية التي جعلت المعجبين يتوافدون لزيارة الاماكن التي صورت فيها المسلسلات والبحث عن فرص لمقابلة الممثلين والتقاط صور معهم.

ويشير تقرير الى ان المطاعم المهمة في ساحة 'تقسيم' التي تعتبر قلب مدينة اسطنبول، وتنتشر فيها المطاعم تمر في مرحلة اعادة تغيير للوجه ليس على صعيد الديكور الخارجي ولكن اللغة والموسيقى، حيث تنتشر الاغاني العربية التي تجذب السياح العرب بعدما كانت الاغاني الانكليزية والتركية هي التي تسمع في المحلات، ويقول صاحب مطعم انه ان 'تحدثت مع السائح العربي بلغته فإنه سيعتبرك صديقه ويرتاح للتعامل معك'، ومع ذلك يضيف ان عددا من الاتراك لم يرتاحوا الى تشغيل اجهزة التسجيل على الاغاني العربية، مشيرا انهم يتساءلون قائلين لماذا كل شيء هنا بالعربية؟ ولهذا صار يضع الموسيقى الانكليزية في النهار والعربية في الليل.

وغير انتشار السياح العرب وجه المدينة حيث تسمع العربية في كل مكان، كما ان اصحاب المطاعم اضطروا لتغيير قوائم الطعام وشطب الوجبات التي تحتوي على لحم الخنزير الذي كان يقدم لتلبية مطالب السياح الاجانب، ويقول صاحب مطعم في حي بايغولوا في المدينة ان ثلثي الزبائن الذي يزورون مطعمه هم من العرب.

وقال ان زيادة اعداد الوافدين العرب على تركيا هي ظاهرة جديدة لا يزيد عمرها عن العامين، فيما قالت صحيفة 'الغارديان' ان هذه الظاهرة ليست موثقة خاصة ان تركيا حتى وقت قريب كانت تجذب السياح المغامرين من اوروبا.

ويقول رئيس جمعية المطاعم ان السياح العرب يتميزون بالكرم مقارنة مع الزوار الاوروبيين، واضاف ان 10 زوار عرب ينفقون اكثر من 40 سائحا من الدول الاوروبية.

وما يميز العرب انهم لا يأتون بحافلات سياحية ولا يطلبون قائمة طعام خاصة باسعار محددة مثل ما يفعل السياح الاوروبيون الذين يأتون كمجموعات. وبحسب ارقام وزارة السياحة التركية فإن معدل ما ينفقه السائح العربي 1700 جنيه استرليني اي اربعة اضعاف ما ينفقه السائح الاوروبي.

وبسبب تدفق العرب فان مراكز التسوق قامت بتكييف استراتيجيات التسويق لخدمة مطالب العرب، فقد قام مركز تسوق 'تشيافهر' الذي يشكل السياح العرب نسبة 80 بالمئة من زواره بتنظيم مناسبات تصوير مع الممثلين الاتراك المعروفين في العالم العربي ومساعدتهم من اجل استعادة الضريبة على مشترياتهم من خلال مكتب يوفر الخدمة. فيما قام مطعم في مركز تسوق اخر بشطب كل وجبات الخنزير، ويقول اصحاب مطاعم انهم سيوفرون قوائم للطعام مكتوبة بالعربية.

وتنقل الصحيفة عن مدير مطعم ايطالي قوله ان وجود الخمور في المطعم لا يمنع السياح العرب من تناول الطعام فيه، ويقول ان بعض الزوار يطلب اعداد سلطات بدون استخدام الخمر فيها، كما ان المطعم يقدم الوجبات الحلال.

ويشير ان بعض السياح لا يهتمون بل يطلبون كأس خمر مع الوجبة.

ومع ذلك يفسر اصحاب المطاعم زيادة نسبة المرتادين العرب الى وجود العديد من العوامل المشتركة بين العرب والاتراك مثل نفس الذوق وقرب الطعام التركي للعربي، وارتياح العرب في تركيا.