بايدن في واشنطن وساعات أخيرة لترامب بالبيت الأبيض

بايدن في واشنطن وساعات أخيرة لترامب بالبيت الأبيض

زمن برس، فلسطين:  وصل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، إلى واشنطن استعدادا لتنصيبه في مراسم، تجرى، اليوم الأربعاء، حيث سيقاطعها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يمضي آخر ساعات له في البيت الأبيض في بحث قرارات عفو، فيما سيقاطع مراسم تنصيب الرئيس المنتخب خلافا للتقليد المتبع.

وعقب وصوله عبر قاعدة أندروز الجوية بولاية ميريلاند، شارك بايدن رفقة نائبته كمالا هاريس في حفل عند نصب تذكاري، خصص لتكريم أكثر من 400 ألف أميركي توفوا نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وقال بايدن الذي سيؤدي اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، إنه "من أجل أن نشفى، يجب أن نتذكر. من الصعب أحيانا أن نتذكر، لكن هذه هي الطريقة التي نشفى بها".

 

وأضاف في كلمة مقتضبة "لهذا السبب نحن هنا اليوم"، في حين أضيئت خلفه حول بركة الماء الضخمة الواقعة أسفل النصب في ساحة "ناشونال مول" 400 شمعة إحياءً لذكرى الأميركيين الـ400 ألف الذين راحوا ضحايا الفيروس الفتّاك.

وفي خطوة ترمز إلى روحية جديدة في قيادة البلاد، دعا بايدن زعماء الكونغرس الجمهوريين والديمقراطيين إلى المشاركة معه في صلاة صباح الأربعاء في واشنطن قبل حفل تنصيبه.

وشاركت في الحفل القصير إلى جانب بايدن زوجته جيل ونائبته كمالا هاريس وزوجها دوغ إيمهوف.

وهذه هي المرة الأولى التي يضيء فيها الأميركيون بهذه الطريقة هذه البركة الشهيرة التي تجمع حولها في العام 1963 آلاف الأشخاص للاستماع إلى مارتن لوثر كينغ وهو يلقي، من على درجات نصب أبراهام لنكولن التذكاري، خطابه التاريخي "لدي حلم".

وخلال الحفل المقتضب أطلقت هاريس نداء إلى الوحدة.

وقالت السناتورة السابقة التي ستصبح الأربعاء أول امرأة تتبوّأ ثاني أعلى منصب في البلاد، وأول شخص أسود أو من أصل هندي يصل إلى هذا المركز، "هذا المساء، نحن في حداد ونبدأ بالتعافي سويا".

وأضافت "على الرغم من أننا منفصلون في الجسد، فإننا متحدون في الروح".

وتزامنا مع وصول بايدن إلى واشنطن، بث البيت الأبيض تسجيلا لخطاب الرئيس المنتهية ولايته ترامب، الذي أكد فيه أنه سيسلم اليوم الأربعاء السلطة لإدارة جديدة متمنيا لها أن جعل أميركا آمنة ومزدهرة.

ودعا ترامب، الذي تجنب ذكر اسم الرئيس بايدن في كلمته، الأميركيين للصلاة من أجل نجاح الإدارة الجديدة.

وقال إن اقتحام مقر الكونغرس في السادس من كانون الثاني/يناير الجاري، لا يمكن التسامح معه، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحركة التي حدثت في ذلك اليوم قد بدأت للتو، على حد تعبيره.

وبدأ ترامب بسرد ما وصفها بالإنجازات سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

فعلى الصعيد الداخلي، تحدث ترامب عن توقيع قانون تمويل العناية الصحية وإنتاج لقاحي كورونا بسرعة قياسية، وتمرير إصلاحات لنظام العدالة الجنائية وتعيين 300 قاض فدرالي من أجل تفسير الدستور بشكل أفضل.

 

وأشار إلى أنه أعاد بناء الجيش الأميركي بمعدات صنعت في الولايات المتحدة، ولبى رغبة الأميركيين وأمن حدود البلاد بطريقة تاريخية، وفق تعبيره.

وقال "حاربت لأجلكم ولأجل بلدنا الحر المستقل"، مؤكدا على الإيمان بالهوية الأميركية والتركيز على إرثها المشترك.

وعلى الصعيد الخارجي، أوضح ترامب أن إدارته أصلحت اتفاقات تجارية وانسحبت من اتفاق باريس للمناخ.

وأضاف "وقفنا في وجه الصين وقضينا على (أبو بكر) البغدادي وقتلنا الإرهابي الأكبر قاسم سليماني".

كما اعتبر أن "اتفاق أبراهام" (تطبيع إسرائيل مع بعض الدول العربية) شكل فجرا جديدا في الشرق الأوسط، وأكد أنه يفتخر بأنه الرئيس الأول الذي أوقف الحروب ولم يخض حربا جديدة.

وتابع أن "العالم بدأ يحترمنا مرة أخرى ومن فضلكم لا تفقدوا ذلك الاحترام".

وكشفت شبكة "سي إن إن" عن أن ترامب لا يعتزم إصدار عفو عن نفسه، خلافا لتوقعات بعض المراقبين، إلا أنه سيصدر عفوا عن نحو 100 من المدانين قبل ساعات من مغادرته البيت الأبيض.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن مستشاري ترامب القانونيين حذروه من مغبة إصدار عفو عن نفسه وعن أفراد عائلته، كما حذره عدد من مستشاريه المقربين من منح عفو لأي شخص متورط في اقتحام الكونغرس.

واعتبرت الشبكة أن قرار الرئيس المنتهية ولايته إصدار عفو رئاسي عن مشرعين جمهوريين يشتبه في تحريضهم على مهاجمة الكونغرس سيثير الغضب.

وقالت "سي إن إن" إن ترامب قرر أيضا العفو عن مستشاره السابق ستيف بانون في اللحظة الأخيرة.

وأضافت أن ترامب عقد اجتماعا بالبيت الأبيض لوضع لمسات أخيرة على قائمة الأشخاص الذين سيشملهم عفوه اليوم الأربعاء، حيث يخطط لإصدار عفو رئاسي عن نحو 100 من المدانين.

وخارج سياج البيت الأبيض، تبدو العاصمة الأميركية أشبه بحصن منيع قبيل مراسم تنصيب بايدن، مع انتشار مكثف لقوات الحرس الوطني وغياب شبه تام للمارة.

 

من جهة أخرى، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدرين مطلعين أنه تم استبعاد عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن من مهمة تأمين حفل تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وذلك بعد ثبوت علاقتهما بجماعات يمينية متطرفة.

وصرح مسؤول عسكري وآخر بالاستخبارات اشترطا عدم الكشف عن هويتيهما، أنه تبين أن لعضوي الحرس الوطني صلات بمليشيات الجماعات اليمينية، دون تقديم تفاصيل عن المجموعة التي يخدمان بها.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جوناثان هوفمان في إحاطة صحفية إن 12 عنصرا من الحرس الوطني تم استبعادهم لأسباب مختلفة، وليس لروابط مع جماعات متطرفة.

وأوضح هوفمان أن الاستبعاد إجراء وقائي، ويتعلق الأمر بعنصرين تم استبعادهما لتبادل رسائل كانت مصدر قلق، بينما حدد مكتب التحقيق الفدرالي إف بي آي 10 عناصر آخرين لدواع مختلفة.