"عظام الرقبة"... تعيينات أبناء المسؤولين تفجر سخرية الفلسطينيين

زمن برس، فلسطين:  انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى حسابات الفلسطينيين في موقع "فيسبوك" خاصة، صورٌ ومنشوراتٌ تتحدث عن "عظام الرقبة"، المصطلح الذي قد يظنه المتابعون يشير إلى أمر علمي أو مشكلة صحية، إلا أنّه يسخر من تصريحات وزيرة المرأة آمال حمد، في الحكومة الفلسطينية التي يرأسها محمد اشتية، حول تعيين ابن شقيقتها كمرافق لها، كونه من "عظام الرقبة" كما وصفته، أي من المقربين الذين تهون لهم الأمور بما فيها الوظائف والامتيازات.

لم يمر تصريح حمد، خلال لقاء صحافي، مرور الكرام، ولم تشأ له الصحافية أماني كساب، من قطاع غزة، إلا أن يصبح حديث وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عملت كساب منسقة إعلام لأعمال الوزيرة، كعضو في اللجنة المركزية في حركة "فتح"، وعندما استلمت حمد مهام وزيرة لشؤون المرأة، استمر عمل الصحافية كساب لمدة ثلاث سنوات، وفق عقدٍ مؤقتٍ.

ابن شقيقة الوزيرة تم تعيينه وفق عقد مؤقت أيضاً، لكنه حصل على الوظيفة، بحسب خالته الوزيرة، لأنه مقرب إليها "من عظام الرقبة"؛ أي إن الاستحقاقات الوظيفية موزعة بحسب قرب الشخص وليس خبرته، وإذا كان الأمر بالأمر يذكر فالصحافية أماني كساب لم تحصل على تثبيتٍ وظيفي، بل تم إيقاف إجراءات العقد الدائم بشكل مفاجئ، كما قالت كساب على صفحتها في موقع "فيسبوك"، موضحة أنها لم تحصل على المستحقات المالية، بعد كل هذه السنوات تبعاً لـ"العقد المؤقت".

تقول كساب: "وزيرة شؤون المرأة أكدت في لقاء مع الزميل أحمد سعيد، عبر صفحته على الفيسبوك، أن ابن شقيقها خضع لامتحان كطبيب ونجح فيه، وللأسف التصريح والرفض الإسرائيلي حال دون استلامه لعمله في مستشفيات الضفة، وأنه تقدم للوظيفة مثله مثل أي مواطن عادي، وأيضاً أكدت أن ابن شقيقتها، مرافقها، تم تعيينه على بند العقد المؤقت لأنه مثل ما قالت من عظم الرقبة، بس (لكن) أنا أكلت حقي بالعقد المؤقت بعد جهد سنين بالعمل معها كمنسقة إعلامية، وعلى عينك يا تاجر، ولما كان حدا يتوسط يحل المشكلة تحكيله فش (لا يوجد) عقود بقرار من رئيس الوزراء".

الطبيب حمزة ردايدة لم يتوان عن نشر صورة لهيكلٍ عظمي من الجهة العليا للجسد، والتي تُبين تقسيم عظام الرقبة بسلمٍ وظيفي، العظم الأول أو الفقرة الأولى من جهة الرأس، يُشار إليها، أو مرتبط بقربها من الرأس كمسؤول له وزنه، بمهام وكيل وزارة، أما الفقرة الأخيرة من جهة عظام الترقوة فتعود لموظف لوجستي.

رائد حموري دعا الفلسطينيات إلى "غسل أيديهن من الوزيرة"، وغسل اليد مصطلح مجازي شعبي يستخدمه الفلسطينيون، كما غالب العرب، للإشارة إلى عدم جدوى الشخص أو تحقق منفعة حقيقية بسبب أفعاله.

يقول حموري "لما وزيرة شؤون المرأة في فلسطين، تنسأل ليش وظفت قريبها كمرافق لها، الجزء المخزي اجابتها بإنه (لأنه من عظام الرقبة)، بس الجزء المخزي أكثر لما بتبرر توظيفه بإنها (امرأة)، وتكمل: انت عارف (للمذيع) بلدنا وبتعرف إنه أنا كامرأة ما عندي كتير خيارات مين أختار كمرافق إلي غير حدا قريبي".

ويتابع "هون بتقدر بكل بساطة تسبّ ع اليوم اللي تم اختيارها في كوزيرة، لأنه إذا هاي وزيرة ومؤتمنة على تغيير واقع مجتمعي تجاه المرأة وهيك تفكيرها، فغسلوا إيديكن يا بنات من أي حقوق ممكن تحصلوها في البلد، بكل ثقة تشاركنا فشلها على الملأ".

 

بعيداً عن السخرية، قال الصحافي إياد حمد، الذي فصلته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية على خلفية شكوى للشرطة الفلسطينية أخيراً، عن زميلته أماني كساب "قضيتها قضية حق، وتؤكد أن الصحفي الفلسطيني مستهدف من قبل القيادات، إياد حمد استهدف على أعين أصحاب القرار، الصحافيون في ظل غياب من يحميهم أصبحوا مستهدفين في لقمة عيشهم".