حاخامات يطالبون بمنع الاختلاط بين الذكور والإناث في الأنشطة التي تتطلب «احتكاكا جسديا» داخل جيش الاحتلال

زمن برس، فلسطين: خلص عدد من رجال الدين اليهود في إسرائيل، إلى الاستنتاج بعدم إمكانية قيام المجندين والمجندات في الجيش الإسرائيلي، بأداء أدوار قتالية معا.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني، أمس، إن الحاخامات وصلوا إلى هذا الاستنتاج في «ورقة موقف»، مساء أول من أمس الأربعاء.
وجاءت هذه الورقة بعد أن استهزأ الحاخام إيغال لوينشتاين، رئيس «الأكاديمية الدينية ما قبل الخدمة العسكرية»، بمشاركة مجندات في مهمات قتالية. وينظر إلى الحاخامات الذين نشروا ورقة الاستنتاجات بأنهم «أقل تشددا دينيا من لوينشتاين».
وقالت الصحيفة: «خلافا للموقف الذي عبر عنه الحاخام لوينشتاين فإن الموقف العام كما تم التعبير عنه من قبل الحاخامات لم يتضمن أي سخرية، بل انهم أعربوا عن تقديرهم لكل المتجندين الذكور والإناث الذين يحرسون أمن دولة إسرائيل».
ونقلت عن ورقة الموقف قولها: «هناك عدد من الوحدات القتالية في الجيش، بما فيها وحدات مختلطة، التي ما زال يتعين علينا أن نجد حلا لكيفية تطبيق الفصل المطلوب، ولهذا السبب فإنه لا يجوز اليوم الخدمة فيها».
وتم توجيه الوثيقة إلى الإسرائيليين الذين يوشكون على الانضمام إلى الجيش لتأدية الخدمة العسكرية.
ويختص الموقف بالمتجندين المتدينين الذين يعتبرون الحاخامات مرجعية دينية لهم يسترشدون بمواقفهم في تعاملاتهم اليومية.
وليس ثمة معطيات محددة عن عدد الجنود المتدينين في الجيش الإسرائيلي. وهناك متدينون يهود يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي لاعتقادهم بوجوب تفرغهم لتعلم الدين، ومتدينون يخدمون في الجيش، ولكنهم يستعينون بالحاخامات لتوجيههم.
وقالت الصحيفة: «عالجت الورقة التغيرات التي بدأت في أعقاب القرار بالخدمة المختلطة، وقررت أن على الجنود الاعتراض على الانضمام إلى وحدات يعتقدون أن فيها اختلاطا مفرطا بين النساء والرجال».
وأضافت: «علاوة على ذلك فقد أشارت الوثيقة إلى انه ينبغي عدم الانخراط في أنشطة تنطوي على احتكاك جسدي مباشر بين الجنسين». وتابعت: «ولكنها ميزت ما بين الوظائف المكتبية والوظائف القتالية».
ونقلت عن نص الوثيقة:» أن الأدوار المختلطة للجنود الذكور والإناث التي لا تشتمل أنشطة بدنية او اتصالا مباشرا هي جزء لا يتجزأ من الحياة العصرية، سواء في الجيش أو الحياة المدنية، وهذا مناسب ومسموح بشكل كامل».
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي طلب من الحاخامات إبداء حساسية تجاه القطاع الديني لتمكين أعضائه من الحفاظ على قيمهم ومعتقداتهم، دون أن يصبحوا «غيتو» في داخل الجيش.
ونقلت عن الجيش قوله إنه «مكان وحدة وليس مكان انقسام، وتنضم جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي إلى الجيش ويتحدون من أجل مصلحة أمن دولة إسرائيل «. وأضاف: «نحن نعارض أي محاولة لتقسيم وتمزيق الجيش أو أي مس بالجنود، الذكور والإناث، في الجيش».
وتثير المواقف والتصريحات الصادرة عن المتدينين حفيظة العلمانيين الإسرائيليين. وفي هذا الصدد قال يائير لابيد، زعيم حزب «هناك مستقبل» المعارض، إن «الحاخام لوينشتاين لا يمكن أن يبقى في منصبه».
وأضاف في تصريح صحافي: «حتى رسالة الحاخامات فيما يتعلق بخدمة الإناث في الجيش غير ملائمة».
وطبقا للقانون الإسرائيلي، فإن الخدمة العسكرية إلزامية على الذكور والإناث.