فيلم وثائقي يزعم أن رابين التقى عبد الناصر على الغداء خلال حرب 1948

زمن برس، فلسطين: جاء في فيلم وثائقي عرض لأول مرة في نيويورك في الشهر الماضي، أن مجموعة من الضباط الإسرائيليين والمصريين ألقوا أسلحتهم وسط حرب عام 1948 وناقشوا احتمالات السلام في المنطقة.
وكان بين المجموعة رجلان أصبحا زعيمين لبلديهما وعدوين لدودين، وهما إسحق رابين وجمال عبد الناصر. لكن في ذلك اليوم كان اللقاء بين الضباط الصغار وديا، وتولد بينهم حد أدنى من الثقة على الأقل.
كشفت تفاصيل اللقاء في مقابلة مع رابين في عام 1994 وكان وقتها رئيسا للوزراء. وتلك التفاصيل هي محور الفيلم الوثائقي الجديد «شالوم رابين» للمخرج عاموس غيتاي، ويدور حول مسعى رابين للسلام مع الفلسطينيين.
يقول رابين في الفيلم إنه على أساس انطباعه عن لقاء الصدفة الذي جمع بينهما بعد شهور من قيام إسرائيل في 1948 فإنه كانت لديه آمال كبيرة بأن إطاحة عبد الناصر بالملكية في 1952 ستؤدي إلى السلام بين العرب والإسرائيليين. ويضيف أن الضباط الإسرائيليين دعوا نظراءهم المصريين للقاء بعد أن حاصروا كتيبتهم في الفالوجا، وكان رابين قائدا للقوات الخاصة المقاتلة المسماة «بالماخ» حسب ما نقلته صحيفة القدس العربي.
وزعم رابين الذي كان يحمل رتبة لفتنانت كولونيل في الفيلم أنه عرض على عبد الناصر الذي كان برتبة صاغ، وبقية الضباط المحاصرين، أن يأتوا لتناول طعام الغداء في كيبوتس غات الإسرائيلي ولبوا الدعوة». وأوفى الإسرائيليون بوعدهم بأن يعود المصريون إلى لوائهم بسلام.
وحسب رابين «كان ناصر يجلس إلى جواري. نظر إلى شعار بالماخ وسألني ماذا يعني وشرحت له معناه. ثم قال لي إن الحرب التي نخوضها هي الحرب الخطأ ضد العدو الخطأ في الوقت الخطأ. وأنا أتذكر ذلك لأنه لم يقله لأحد على انفراد».
ويقول رابين أيضا «وأعتقد أننا في ذلك الوقت كنا قريبين للغاية من السلام… وما حدث حدث وهو ذهب في الاتجاه المعاكس. أظن أن الطريق أطول بكثير مما كنا نتمنى».
في حرب يونيو/ حزيران 1967 هزم رابين، وكان رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، جيران بلده ومن بينهم مصر التي كان يقودها عبد الناصر الذي حشد عشرات الآلاف من الجنود في سيناء.
يؤكد عبد الناصر الذي توفي في 1970 في يومياته عن الحرب أن ضابطا إسرائيليا اقترب من الفالوجا في سيارة مدرعة رافعا راية بيضاء، وأن الجانبين اتفقا على أن يجتمعا في غات في اليوم التالي 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 1948.
وفي اليوميات التي جمعتها ابنته هدى في كتاب بعنوان (ستون عاما على ثورة يوليو – الأوراق الخاصة) كتب عبد الناصر يقول «قوبلنا مقابلة حسنة… واجتمعنا مع اليهود وتكلم القائد اليهودي وقال إنه يرغب في أن يمنع سفك الدماء وإن موقفنا ميؤوس منه وطلب أن نسلم فاعترض القائد المصري وطلب الانسحاب إلى غزة أو رفح فمانع اليهود وقالوا إنهم يوافقون على شرط أن يخرج الجيش المصري من كل فلسطين».
«وطلبنا إخلاء الجرحى إلى غزة ولكن رفضوا ذلك وقالوا إنهم مستعدون أن يعطونا ما نرغب من الأدوية. وأخيرا خرجنا. وقد قدموا لنا عصير برتقال وبرتقالا وساندويتشات وشوكولاته وملبسا وبتي فور وبسكويت».
ولم يرد في اليوميات اسم القائد الذي استقبلهم أو رابين، ولم يتسن هذا الأسبوع الاتصال بابنة عبد الناصر للحصول على تعقيب. وكان قائد القيادة الجنوبية الإسرائيلية في ذلك الوقت الجنرال الراحل إيغال ألون.