استعدادات أخيرة لبناء كنيس يهودي في قلب القدس

زمن برس، فلسطين: قالت مصادر إسرائيلية إن أذرع الاحتلال وضعت اللمسات الأخيرة، وهي على أهبة الاستعداد للبدء بتنفيذ مشروع بناء كنيس "جوهرة إسرائيل" في حي الشرف، في قلب البلدة القديمة في مدينة القدس، وعلى بعد 200 متر غربي المسجد الأقصى المبارك.

وتبلغ تكلفة المشروع نحو 13 مليون دولار، رصدت الحكومة الإسرائيلية ثلثيها فيما باشرت بجمع المبلغ المتبقي من أثرياء يهود العالم، وفقا لما أفادت صحيفة القدس العربي.

وسيبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف وبناء تاريخي إسلامي من العهد العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة البنائية الإجمالية للكنيس نحو 1400 متر مربع، وسيتكون من ست طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها، فيما سترتفع على المبنى قبة ضخمة، وسيصل ارتفاع المبنى الى نحو 23 مترا عن مستوى الشارع.

وسيُخصص طابقا الكنيس تحت الأرض، ليكون الأول منهما لعرض موجودات أثرية، يُدّعى أنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة، أما الثاني فيخصص ليكون حمامات للرجال ومباني للدعم التقني.

أما الطابق الثالث فسيكون بالتوازي مع مستوى الشارع الموجود، أي سيكون بمثابة الطابق الأول فوق الأرض وسيخصص كمدخل وحمامات للنساء، بينما الطابق الرابع سيكون القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي على كراسٍ وقاعات لصلوات اليهود وخزانة التوراة.

وسيتم تخصيص الطابق الخامس ككنيس للنساء، والطابق السادس بمثابة مطلة تشرف على مباني القدس القديمة ومحيطها، وستكون الطوابق الثلاثة الأخيرة مرتبطة مع بعضها تعلوها قبة عالية تختم البناء.

ووفق المخطط التهويدي، فإن أجنحة وغرفاً في المبنى العام للكنيس ستخصص كمركز زوار يروّج للتراث اليهودي المزعوم في القدس المحتلة، كما ستجرى تغييرات في الفناء القريب من الكنيس، ونصب مقاعد واستراحات مظللة للجمهور العام، في خطوة لجذب الزوار اليهود. وعلى مدار السنتين الأخيرتين نفذت»سلطة الآثار الإسرائيلية» حفريات أثرية في عمق الموقع، وادعت انها وجدت آثارا من فترة عهد الهيكل الأول والثاني المزعومين والفترة البيزنطية، لكنها أشارت في بعض تقاريرها أنها وجدت مبنى فخما من الفترة المملوكية وآخر من الفترة العثمانية.

ويهدف الاحتلال من خلال بناء هذا الكنيس، إلى استنبات مواقع يهودية مقدسة في قلب القدس القديمة، وزرع مبانٍ مقببة توحي بأقدمية الوجود اليهودي في المدينة وتشويه الفضاء العام فيها الذي تهيمن عليه الآن مشهدية الأقصى وقبة الصخرة. وهذا هو الكنيس الثاني من حيث الضخامة والعلو في القدس بعد كنيس الخراب، مقابل البناء العمراني الإسلامي العربي الضخم في الحرم المقدسي.

حرره: 
د.ز