حماس تكشف: خمسة مطالب مصرية للإفراج عن المختطفين الأربعة

زمن برس، فلسطين: بعد أن بثت قناة الجزيرة صورا تكشف مصير اثنين من المختطفين الأربعة من عناصر كتائب القسام في سجن الأمن الوطني بمصر وهو جهاز أمن الدولة سابقا عقب عام على اختفائهم، خرجت حركة حماس عن صمتها وكشفت عن المعلومات المصنفة "سرية" حول المطالب الخمسة التي طالبت بها السلطات المصرية مقابل إخلاء سبيل عناصرها.

وكشفت صحيفة الرسالة أنه بعد عملية مراوغة لم تدم إلا لأقل من 48 ساعة، تحدثت فيها حماس عن تقديم سلطات القاهرة شروط ومطالب “صعبة التحقيق” لا تملك هي أو أي فصيل آخر، الضلوع بها من أجل الإفراج عن المختطفين الأربعة، حسب ما ورد  على لسان صلاح البردويل المسؤول عن ملف الإعلام في الحركة، والذي قال إن هذه المطالب قدمت لوفد حماس الذي زار القاهرة قبل عدة أشهر.

وأضافت الصحيفة أنه على طاولة الحوار، كان الوسيط المصري أكثر تشددا وصراحة مع وفد حماس في آخر جولة، وأن المصريين رفضوا نقاش أي حل قبل الإجابة على تساؤلات طرحتها مصر على حماس، حول قضايا تفترض أن حركة حماس معنية بالإجابة عليها.

وتقول الصحيفة إن مصر أرجأت الحديث حول الشبان الأربعة المختطفين إن كانوا أحياء أم أمواتا.

وعن المطالب المصرية، كشفت "الرسالة" النقاب أن المطالب الخمسة التي ظلت الحركة تخفيها قدمت لها خلال زيارة وفدها القيادي لمصر قبل خمسة أشهر، وضم في حينها كل من: محمود الزهار وموسى أبو مرزوق ونزار عوض الله، حيث طرحت فيه مصر خمسة مطالب، تقول صحيفة “الرسالة” أن حماس اعتبرتها “ابتزاز ضمني” مقابل الإفراج عن الشبان الأربعة.

وتمثل المطلب الأول الذي أصرت عليه السلطات المصرية بتدخل حماس في النشاط الأمني داخل سيناء، وتحديدًا مواجهة “تنظيم الدولة – ولاية سيناء” من خلال إجراءات أمنية تفضي في نهاية المطاف بوجود “اشتباك مباشر”.

أما الثاني، فكان طلب السلطات المصرية بتشديد الأمن على الحدود بين رفح ومصر، من خلال نشر قوات إضافية. وقد تم ذلك فعلا بعد عودة وفد حماس، حيث نشرت الحركة مزيدا من التعزيزات على طول الحدود.

كما طلبت مصر من حركة حماس تسليمها أشخاصا تتحدث عن تورطهم في عمليات عنف بسيناء، من الجنسية الفلسطينية، حيث تقول حماس إنه بالعودة إلى أسمائهم تبين عدم وجودهم في السجل المدني، فكان على سبيل المثال مطلوب من حماس أن تعتقل أشخاصا كـ “محمد علي”، دون أي توضيحات تتعلق بالسجل المدني الكامل للمطلوبين، حيث أبلغت بعدها حماس مصر أن من هم متهمين بالتورط في أعمال عنف، لم يجد لهم أسماء في السجل المدني، بل إن بعضهم تبين أنهم في عداد الشهداء أو أسرى لدى الاحتلال.

ووفق ما كشف النقاب عنه فإن المطلب المصري الرابع، تمثل في قيام حماس بتسلم مطلوبين آخرين من أصحاب الجنسية المصرية، إذ تقوم الحركة، كما أبلغت مصر، أنهم غير موجودين لديها ولم يدخلوا قطاع غزة، وأن ما لديها من معلومات تقول ان بعضهم قضى في هجمات شنها الجيش المصري في سيناء، ومن بينهم أشخاص من عائلة المنيعي.

وتقول حماس إن مصر بقيت مصرة على شروط أخرى تتعلق بتسليم عوائل فلسطينية أصلا، تقول إنها هربت من سيناء لغزة، وهو ما تنفيه أجهزة حماس في غزة، وتؤكد ان القطاع متابع بشكل دقيق من الناحية الأمنية.

وهنا يقول القيادي البردويل وهو يعلق على ذلك، بأن مصير الشبان الأربعة أشبه بـ “رهينة”، لدى السلطات المصرية مقابل ملفات وأسئلة لا رصيد لها في الواقع، وفقا لما نقلت صحيفة رأي اليوم.

ومن ضمن خفايا ملف الاختطاف وتسريب الصور، هناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن حماس كانت تحتفظ بنسخ من هذه الصور قبل نشرها في قناة “الجزيرة”، وأن الحركة هي من أوصلت الصور بعد فقدانها الأمل بحل الملف بشكل ودي مع الجانب المصري، خاصة بعد تعقد الحوار بينهما، حسب ما قال مصدر في الحركة.

لكن لم تكشف بعد الطريقة التي وصلت بها الصور من مصر إلى حركة حماس، خاصة وان أنباء صحفية رجحت تسربها إما على خلفية خلافات بين الأجهزة الأمنية المصرية، أو بدافع الحصول على الأموال.

وعناصر حماس الأربعة هم ياسر وزنون، وحسين الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة، وخطفوا يوم 19 أغسطس من العام الماضي بعد عبورهم معبر رفح البري، وهؤلاء الشبان خطفوا تحت تهديد السلاح من باص الترحيلات الذي كان يقل مسافرين من معبر رفح إلى مطار القاهرة، وكان هؤلاء الشبان متجهين من مطار القاهرة إلى تركيا، وتقول حماس أن الشبان الأربعة ويعملون في جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، كانوا في طريقهم لتركيا بغرض العلاج والدراسة، وبينت أن من بينهم مصابين، قبل خطفهم في صحراء سيناء.

 

حرره: 
د.ز