إسرائيل: حماس صرفت سنويًا 500 مليون دولار لحفر الأنفاق

زمن برس، فلسطين: رصد المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكيس فيشمان، مظاهر السباق لجولة القتال القادمة بين قوى المقاومة التي تقودها حماس وإسرائيل.

وبحسبه، بعد مرور سنتين على حرب غزة الأخيرة، تدخل إسرائيل وحماس إلى الجولة الأخيرة الحاسمة من سباق الأنفاق. مُشيرًا إلى أنّه على مدى سنوات طويلة كانت إسرائيل المتأخرة، أمّا حماس فقد حفرت إلى الأمام.

ونقل عن مصادره قولها إنّ مبلغ يفوق 500 مليون دولار سنويًا يذهب لحفر الأنفاق، أغلبية مواد البناء التي يستخدمها الذراع العسكري لحماس لتقوية الأنفاق تصل من مصر عن طريق 10 – 15 نفقًا ما زالت توجد في محور فيلادلفيا أوْ عن طريق معبر رفح مرة كل بضعة أشهر وبموافقة مصرية، ولكن ما يدخل إلى القطاع من إسرائيل أيضًا عن طريق معبر كرم أبو سالم لا يتم استخدامه بالضرورة في بناء المدارس.

وأوضح أنّ الصراع الشديد الذي تخوضه إسرائيل ضدّ تهريب المواد ووسائل الحفر مثل الكوابل الكهربائية يثمر كثيرًا، لكن معبر كرم أبو سالم غير مغلق بالكامل.

أضاف المُحلل، أنه في السنة الأخيرة اكتشفت إسرائيل البعد الحميمي للحفر، بين 50 – 60 شخصًا من سكان غزة ممن كانت لهم صلة بالحفر تم اعتقالهم في إسرائيل بظروف مختلفة، ليس هناك المزيد من متابعة ما يحدث على الجانب الآخر من الحدود، بل سياسة أكثر فعالية لإفشال مشروع الأنفاق، وقد تمّ وضع هذه السياسة منذ عهد موشيه يعلون كوزير للأمن، ووزير جيش الاحتلال الحالي أفيغدور ليبرمان لم يتبنّ هذه السياسة فقط، بل دفعها قدمًا.

ووفقا لما أفادت صحيفة رأي اليوم فإن عددا كبيرا من الحفارين والمطلعين على الأسرار لم يسبق لهم أن وقعوا في أيدي إسرائيل، وهم الآن يتحدثون – كل واحد حسب رأيه – عن أين حفروا ومتى حفروا ومن المسؤول عنهم وكم ربحوا وما هي ظروف العمل في داخل الأنفاق؛ وهكذا تتشكل الصورة التي تُبين أن حفر الأنفاق هو مشروع وطني في غزة، قالت المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.

وتابع: زعماء الكتائب في حماس يعرفون الآن أنّ التمويه والخداع في موضوع الأنفاق باتا واضحيْن، رجالهم قالوا كل شيء، ليس فقط عمّا يفعلونه الآن؛ بل أيضًا ما فعلوه قبل سنة، حماس من جهتها تبذل جهدًا كبيرًا من أجل معرفة أين تقف إسرائيل في موضوع حرب الأنفاق، والنقاشات التي جرت في حماس قبل بضعة أشهر – بعد اكتشاف إسرائيل لنفقين بواسطة الوسائل التكنولوجية المتطورة – لم تؤدّ إلى الاستنتاج بأنّه يوجد حل لدى إسرائيل وأنّه من الأفضل وقف الحفر، بل العكس، حماس تتصرف انطلاقًا من نظرية أنّه إذا كان لدى إسرائيل أداة لكشف موقع النفق، فلا يجب لهذا أنْ يمنع استخدامه.

ولفت إلى أنّه لكلّ نفق يتم حفره من القطاع يوجد أكثر من فتحة وتفرع، الأمر الذي سيصعب على إسرائيل منع الهجوم منها. وكأحد دروس الحرب الأخيرة ضاعفت حماس مرتين وثلاثة قواتها الخاصة “النخبة” التي من المفروض أنْ تخرج من الأنفاق في اليوم الموعود، وعدد هذه القوات يبلغ الآن خمسة آلاف شخص.

 

حرره: 
د.ز