كان الأمير يصلّي عندما غرق الطفل السوري

بقلم: 

على بال زمن.. بقلم: صالح مشارقة

انهم أميّون إعلاميا، الملوك والأمراء والرؤساء العرب لا يشاهدون التلفزيون أصلا، وأشك أن واحدا منهم شاهد فيديو الطفل السوري ايلان الكردي، مستشاروهم أيضا كذلك أميون ومنفصلون عن أحلام الشعوب، وأبيع عمري لأحدهم إذا اختلج قلبه على ايلان الذي قتله البحر، الشعوب تبكي منذ يومين على الولد السوري الغريق، وفي الخليج ملوك وأمراء لهم حسابات شخصية تفوق موازنة هنغاريا التي صارت قبلة المهاجرين السوريين.

هل علّق أمير عربي واحد على صورة الطفل العربي التي هزت العالم، هل سمع أحدكم هؤلاء الأغراب يقولون شيئا، صمتت الجدران في ٢١ قصر ملكي وأميري ورئاسي، صمتت صمت المجرمين المعترفين بجرائمهم.

أي هوان ستواجهون به التاريح أيّها البهاليل، بثمن طائرة واحدة من أسرابكم الكرتونية كان بالإمكان أن تنقذوا سبعين الف سوري من الموت في البحر، أو تحت عجلات قطارات أوروبا التي صارت أكثر حنانا على شعوبكم منكم.

كان بالإمكان أن تكون الطاقة العلمية والمعرفية لهؤلاء التائهين في البحر سببا في نماء دولكم يا أيتها الأبقار السامة. فيم كنتم منشغلون؟ في صلاتكم التي لن يقبلها الرب، في دفع الزكاة البائدة لقتال السنة والشيعة، في ترجمة تقارير وأوامر اولياء نعمكم وأرباب حكمكم يا أيتها الأرانب، هل أنتم بعقلكم أم بمؤخراتكم في هذه اللحظة؟

هل ارتاح الأربعون الف موظف مع الملك على الشاطئ الفرنسي، هل سعدتم بالتلصص على حمالات صدر العاملات في خدمتكم أيها الحثالة؟. هل تأكدت مخابراتكم أن اللحوم في المنتجع على الطريقة الإسلامية، يا من سيعز على المرء وصفكم بالخنازير لأن اسمائها أنظف من انظفكم.

ماذا كان يفعل أميركم الهائل الأموال، كان يرسل الأموال للإرهابيين الذين لوثوا وجه العرب بالسبايا والمذابح، كان يتآمر على قده الاخواني الضيق عندما زلقت يد الولد السوري من يد ابيه، كان يدير حربا طاحنة ولم يجرب أن يرفع مسدسا على حرامي صغير في قصره، غزوته العظمى كانت في تنحية والده، هناك كان رجلا فاصلا في سرقة الاختام والمناصب والهياكل، أما في قضايا الأمة وسوريا فهو عامل عليها بالدمامل والقروح والعار الذي سيتركه يغور في جبين الشعوب.

كنا نتمرد على كتابة محمد الماغوط ومظفر النواب عندما كان يشتمونكم، كنا نخاف تقليدهم، كم كنا قليلي أصل عندما لم نقل في كل صباح، سود الله وجوهكم يا ايها البالين والمهترئين، في وجه رئيسة المانيا رجولة أكثر منكم، يا امراء وروؤساء السكسوكة ونظارات ريبان وبوابيج الهند والباكستان وزعماء الخادمات السيرلانكيات وعمال التراحيل الاسيويين، حذاء واحد منهم اجمل من تيجانكم.

لا يقولن أحد منكم أنه من نسل النبي، او من نسب عربي، كفاكم قحبنة، وسيآتي خريفكم ذات يوم وستكونون مهزلة المؤرخين، سيضحكون على أبراجكم وقصوركم، ويتمنون لو أنكم أكلتم خرائكم او بترولكم بدل رهنه في بورصات وشركات وبنوك العالم.

في قصوركم الفارغة، في قاعات وخيام رالي نوقكم وإبلكم، كان بالامكان استعياب اللاجئين السوريين، بوجبات الحج والعمرة كان بالإمكان اطعامهم لعام كامل قبل أن يطوروا طعامكم وعلملكم ومدنكم.

لو تركتم شعوبكم الكريمة لحلوا القصة دون مشورتكم. هذا إذا تبقت شعوب حية تحت أمرتكم، ولم تسقطوهم في الجهل والسيئات وما ملكت الايمان من حرائر البوسنة وبورما ومصر وفلسطين.

ستقولون هذه مذابح بشار، صحيح وهو شقيق حصري لبغالكم في داعش والنصرة والحشد الشعبي، مرحلتكم انتجت القاتل الاول والقاتل الثاني والثالث، وعشتم مثل رمامي الجيف، تقنعون انفسكم وشعوبكم انكم تعيشون الحياة الاحلى، سيآتي يومكم ايها النافقون.. سيأتي حتما.

سيأتي اليوم الذي لن يشك العربي في عقله، ولا في خلقه ولا في كرامته وإنسانيته التي ضيعتموهما، وعلمتكم اياها ربه منزل في ايسلندا فتحت غرفة إضافية في بيتها لعائلة عربية مهاجرة.

خاص بزمن برس