ما العمل يا خليل الحية؟

بقلم: 

شاركت، مساء يوم الأربعاء الماضي، في حلقة النقاش التاسعة، ضمن سلسلة الحلقات التي ينظمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات"، تحت عنوان "ما العمل؟"، في مقريه بالبيرة وغزة، عبر "الفيديو كونفرنس"، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية والنشطاء المجتمعيين.
كنت أعتقد بأن المتحدث في هذه الحلقة سيقدم أطروحة مختلفة بفكر عميق يلائم إجابة السؤال الأساس لسلسلة الحلقات؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أن المتحدث من الأصوات الذكية المؤمنة التي يجب أن أسمعها رغم اختلافي الأيديولوجي معه.
كان المتحدث هو الأخ المناضل د. خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، كنت متلهفاً للاستماع له، ما جعلني من أوائل الحضور فتمكنت من الجلوس أمام شاشة التلفزيون، قمت بتجهيز الورق والقلم حتى أسجل ملاحظاتي.
بدأ الحية بالحديث بشكل وصفي للماضي والحاضر، متحدثاً بلغة بسيطة عادية أشبه ما تكون بلغة أي مواطن يجلس في المقهى يتحدث لأصدقائه عن الواقع السياسي الحالي، وربما أجاد المواطن حالة الوصف أكثر من عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" لأسباب كثيرة أهمها أنه يعيش حالة المرار والضياع من هذا الواقع الفلسطيني ولن يحسب حساب أي كلمة سينطق بها كما يفعل رجال السياسة!!
رجل بمثل هذه القامة الوطنية والمكانة الحزبية داخل حركة "حماس" حين يقول: "يجب إنهاء الانقسام على أساس الاتفاقات الموقعة، وخاصة اتفاق القاهرة 2011" أسأل ذاتي: من هو إذن القائم على الانقسام؟! والأجمل من هذا هو أن ذات التصريح أسمعه من قيادات في حركة فتح!!
هناك العديد من النقاط التي تحدث بها الحية لا تختلف نهائياً عن تصريحات أي قائد فلسطيني، على سبيل المثال: ضرورة إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير لتضم مختلف ألوان الطيف السياسي، خاصة الأطراف غير المنضمة إليها مثل "حماس" والجهاد الإسلامي، وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) التي وقعت في العام 2006 تشكل أرضية للتوافق على البرنامج السياسي والأدوات، أهمية إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية عبر الإيمان بالشراكة وعدم الإقصاء، إعادة بناء المؤسسات الوطنية على أسس الشراكة، إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير عبر إجراء الانتخابات حيثما أمكن وبالتوافق حينما يتعذر إجراء الانتخابات، لا سيما إجراء الانتخابات للمجلس الوطني.
وهنا السؤال أين حركة حماس من تحويل كل ذلك إلى فعل وليس إلى شعار؟ دون التحجر خلف مواقف بعيدة كل البعد عما ذكره الحية. وبعد كل هذا هاجم الحية هرولة العرب إلى التطبيع مع إسرائيل ولم يقل لنا لماذا تهرول حركة "حماس" لتقوية علاقتها مع تلك الدول العربية!
أخذ دمي يغلي ولم أستطع أن أتحمل مزيداً من الشعارات؛ فطلبت من ميسر الجلسة في الضفة الأستاذ هاني المصري بأن يسجل اسمي حتى أحجز دوراً لأقدم ملاحظاتي على ما سمعته، لحسن حظي كنت الاسم الأول من المعقبين، فكان سؤالي للدكتور خليل الحية: لم تقل لنا بعد 60 دقيقة استمعنا فيها لك ما العمل؟

للتواصل:
mehdawi78@yahoo.com