انتخابات ولكن ؟؟؟

بقلم: 

يترقب الجميع ما هي نتائج الانتخابات البلدية والتي ستكون بارقة امل لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ، وبالذات بعد موافقة حماس والجهاد بمشاركتها في هذه الانتخابات وبقوة وبالرغم من معارضتها مسبقا على هذه الانتخابات . قبل الخوض في هذا المقال نزلت الى الشارع الفلسطيني وبالتحديد رام الله والبيرة  لاستخلص افكار لهذا المقال وما يدور في عقل ابناء الشعب الفلسطيني  حول الانتخابات ومن يريدون انتخابه فكانت الاجابات متعددة .
فكان الرأي الاول نحن لا نريد لا فتح ولا حماس ولكن نريد الشخص الكفؤ والنزيه والشريف والذي يتمتع بالشخصية النقية و السمعة الحسنة ذو خبرة وتاريخه نقيا  وأمينا ومحترما بين اهله ومنطقته . بغض النظر عن فصيله وحزبه ويخدم بلده وجمهوره بشكل فعلي .
اما الرأي الآخر سنختار حماس . وعندما سألتهم لماذا تريدون حماس رغم عدم تحزبكم اليها ؟ قالوا انها مازالت تؤمن بفكرة المقاومة وان شعبية حركة حماس في الضفة الغربية اصبحت تنتشر بين الصغير والكبير . والإجابة الاخرى لاختيارهم حماس قالوا ان فتح تؤمن بالتنسيق الامني وان كل كوارد فتح في الاجهزة الامنية والمشاركون في الانتخابات سيكونون قلة بالرغم ان فصيل فتح تنظيم كبير ولكنه لا يستطيع ان يشارك في هذه الانتخابات لأمور امنية . والرأي الآخر ان حركة فتح دائما تختار ممثلين غير صالحين بل تختار من سيكون الازعر وهذا ما خفف شعبية فتح في الضفة الغربية . فحركة حماس ستقوى في الضفة الغربية بالذات بعد اتفاق تركي اسرائيلي وهذا ما شجع دخول حركة حماس للانتخابات البلدية .
سألت افرادا من قطاع غزة عبر المواقع الالكترونية من ستنتخبون ؟
قالوا سنختار حركة فتح لأننا جربنا حماس ولم تستطيع ان تخرجنا من هذا الحصار الخانق ومشكلة الكهرباء لم تستطع حلها والفقر زاد والبطالة تعمقت بوجود حركة حماس ولم تعطهم الحرية والعدالة الاجتماعية .
اما الرأي الثالث للشارع الفلسطيني سنقاطع هذه الانتخابات لأنها من افرازات اوسلو ومن يؤمن بهذه الافرازات هو يؤمن باتفاقية اوسلو . ومن يشارك هذه الانتخابات فتح وحماس الاثنان يؤمنون بهذه الاتفاقيات . فالبعض يعتبرها ليست لإرساء الديمقراطية بل لزعزعة الشعب الفلسطيني وبث روح التفرقة وزيادة فوهة الانقسام والشرذمة الفلسطينية نظرا لمن ستذهب الحصة الاكبر في المجالس البلدية والتشريعية والرئاسية .
عندما سالت البعض اين دور الفصائل ولماذا وافقت حركة الجهاد ولأول مرة في هذه الانتخابات ؟
كانت الاجابة ان الفصائل ليست فضائل كما كنا نعهدها من اجل تحرير الوطن ، بل جاءت لإرساء قواعد الصراعات السياسية فالفصائل اصبحت بعيدة كل البعد عن المشهد السياسي وكأنها اصبحت  كدور المشاهد والمتابع  امام ملعب كبير والفريقين هم حماس وفتح ، فهي لا تملك رأي محدد وكأنها تلعب على الحبلين لا هي مع المقاومة ولا مع السياسيين خوفا على مصالحها وخوفا على اموالها حتى  لا تحتجز من قبل السلطة .
اما عن حركة الجهاد فهي ستشارك وبقوة وبالذات بعد الاتفاق الإيراني الامريكي والتي تنوي امريكا ابراز النفوذ الشيعي الايراني في الاقليم العربي . وهذا متفق عليه اسرائيليا وأمريكيا . وطالما ان ايران تدعم الجهاد هذا ما سيدعم  وجودها في الضفة الغربية فالمصالح الخارجية هي ما تؤثر على الداخل الفلسطيني .
ولكن انا رأي اذا لم تكن الانتخابات من اجل تطوير وعي الجماهير السياسي وتحقيق المصالح الفعلية للسكان والجمهور فهذا الانتخابات شكلية لا اكثر ولا اقل .
اذا لم تكن هذه الانتخابات من اجل اسهام الجماهير كافة وبلورتهم نحو التنوع واحترام الرأي الآخر فهذه انتخابات لا داعي لوجودها .
اذا لم تكن الانتخابات تنشأ المساواة بين الجميع في الانتاج والعمل فهذه انتخابات لا فائدة منها .
اذا لم تكن الانتخابات تهتم بالكفاءات البشرية والمرأة والاقتصاد والمثقفين فهي كسابق كل الانتخابات .
اذا لم تكن الانتخابات لإعادة الاتصال مع الشعب وتأمين الخدمة العامة لهم والتعمق الاكثر بين الجماهير فهي انتخابات عبثية .
اذا لم يكن المرشح على قدر من المسؤولية لإدارة شؤون الحياة اليومية للمواطن وإدارة الخدمات بأفضل صورها بغض النظر عن حزبه وفصيله فلا فائدة منه .
اذا لم يكن المرشح محبوبا ومحترما ونزيها وتاريخه نقي وشخصيته نقية ونيته صادقة وخبرته عالية . فهو مرشح ضعيف .
اذا لكن يكن المرشح يمتلك خطط تطويرية واقتصادية ومشاريع متنوعة لتطوير البنية التحتية وحل للازمات الخانقة والمواصلات وحل مشاكل النفايات وبالذات الصلبة وتنظيم الاسواق والحدائق والملاعب الرياضية فهو مرشح لا داعي لوجوده .
فالبلدية جزء من المجتمع الفلسطيني وجزء من الحكومة يجب ان يتعدى دورها ليس فقط كدور جابي الاموال والضرائب يجب ان يتعدى دورها كمراقب للأسعار ودعم المواطن الفلسطيني وإرساء صموده  بغض النظر عن فصيله .  واستثمار الاموال التي تأتي للصالح العام وليس للخاص او النهب او السرقة . فأحسنوا الاختيار حتى لا تندموا فحينها لا ينفع الندم . والوقت لا يفوت من اجل الوطن .